[بحث حول قول عمر: بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ... إلخ]
[بحث حول قول عمر: بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ... إلخ]
  ثم قال: «قال القدري: وكذلك ما ذكر في قول عمر: بخٍ بخٍ لك يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة؛ فإن معناه الولي عنده، فهو أيضاً لا ينافي ما ذكرنا من ملك التصرف، فيحمل عليهما، ولا يجوز قصره على الموالاة فقط لاحتماله الأمرين معاً، فليس بأن يحمل على أحدهما أولى من الآخر.
  وعلى أن قول عمر: بخٍ بخٍ يفيد التعظيم، وقد حصلت الموالاة قبل ذلك لسائر المسلمين، فلا بد أن يحصل أمر متجدد يقتضي هذا التعظيم، ويكون زائداً على الموالاة، وذلك هو ما رمناه من الإمامة، ولذلك قال له عمر: أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، يفيد(١) حصول أمر متجدد لم يكن ثابتاً من قبل يستحق به التعظيم، وكل ذلك يدل على ما قلناه.
  فنقول وبالله التوفيق: أما قول عمر، وقوله: فهو أيضاً لا ينافي ما ذكرنا، فيحمل عليهما لاحتماله الأمرين - فنقول: ليس الأمر على ما ذكرت، لأنه وإن احتمل الأمرين، لكن قد دل الدليل على أن المراد به أحدهما، وهو الحديث المتفق عليه الذي ذكرناه قبل هذا عن النبي ÷، وأن المراد به الولي فلا يجوز العدول إلى غيره».
  فالجواب: أنه سلم احتماله للأمرين، ثم ألحق لفظة ليس، فإن صحت عنه فهو مناقضة، لأنه نفى الاحتمال، ثم سلمه بعد ذلك، ورام التخصيص بالخبر الثاني، وقد بينا أن لفظة ولي مثل لفظة مولى لاحتمالها للموالي والناصر، كما تحتمل المالك للتصرف، فلا تخصيص هنالك، بل فيه زيادة تأكيد لما قلنا.
  وقد قدمنا لفظة ولي، وما الذي يجب أن تحمل عليه في هذه المواضع عند الاستدلال بقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}[المائدة: ٥٥]، فلا معنى لتكراره.
(١) عند (نخ).