كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[عدم استدلال علي (ع) على عمر حين ولاه أبو بكر]

صفحة 427 - الجزء 3

  مغيبه، بخلاف من يحكي عن نفسه⁣(⁣١): وليتكم ولست بخيركم، ويحكى عنه: إن لي شيطاناً يعتريني، وغير ذلك.

  وعلى أن حمله على معنى العصمة وغيرها، لا يمنع من حمله على ملك التصرف في الإمامة، لما قدمنا من أنه لا تنافي بينهما، فكأنه –عَلَيْه [وآله أفضل الصلاة و] السَّلام - قال: علي يملك عليكم التصرف كما أنا أملكه، وعلي معصوم لا يواقع كبيرة كما أنا كذلك، فيقول عمر عند ذلك: بخٍ بخٍ لك يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

  وكذلك ما ذكره الفقيه من السبب في الخبر، وهو ما يجري عليه، وألزمهم طاعته، والإنقياد لأمره؛ في ذلك تنبيه على إمامته # من أول الأمر إلى وقت محاربة من حاربه، وذلك هو الحق الذي ليس عنه معدل.

[عدم استدلال علي (ع) على عمر حين ولاه أبو بكر]

  وأما قوله: «قال القدري: وما ذكره من أنه # لم يستدل به على عمر حين ولاّه أبو بكر، فقد قدّمنا أنه لما اشتهر الخبر عند الجميع، وظهر له به من الأمر ما ظهر، اكتفى به⁣(⁣٢)، ووكّل كلاً إلى دينه ونظره؛ لأن الحجة قد لزمت، والغرض في النظر قد توجّه {فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا}⁣[الأنعام: ١٠٤].

  وعلى أن الأمر في أيام عمر كان أشد توقياً، فإن أمره قد توطد بولاية من قبله، وزال كثير من الاضطراب الذي كان بعد موت النبي ÷، فكانت علة جواز السكوت منه # عنهم باقية.

  ولأن إمامة عمر مبنية على إمامة أبي بكر، وقد بطلت بما قدمنا.


(١) هو أبو بكر.

(٢) قال ¦ في التعليق: لكن هذا يفيد أنه لا يجوز كونهم جهلوا؛ إذاً لبلغهم علي وباقي الصحابة ومن هنا يظهر لك ما قدمناه على قول الإمام: قصروا في النظر أنه ليس على جهة الجزم منه # بأنهم جهلوا دلالة النصوص، فتأمل والله الموفق.