كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[دعوى الفقيه عدم معرفة الإمام بأصول الفقه والرد عليها وبيان الحشوية]

صفحة 444 - الجزء 3

  أولياء الله، وعترة رسول الله ÷ وأئمة دينه، وهداة خلقه - على تصانيفهم $ لعلمت أنك أحق بالتعنيف، وأولى بالقصور عن الرد عليهم والتصنيف، ومن جهل شيئاً عابه، ومن زاغ قلبه اتبع ما تشابه.

  وأكثر ما نأتيه به أن نقول: انظر إلى تصانيفنا في أصول الفقه ... فجوابه⁣(⁣١) يكون بما كان من قوله: استدللنا على جهل الإمام بما شاهدنا، فصار مثاله كما قيل في ملحد تلي عليه كتاب الله تعالى؛ فقيل: ما تسمع؟ فقال: حسن، فأما مثل كليلة ودمنة⁣(⁣٢) فلا.

  وكيف يعرف أهل البيت $ من لا يُعرف هو ولا أبوه ولا جده بجوار أحد منهم، ولا ولايته، ولا نصرته، ولا الإطلاع على شيء من علومهم وتصانيفهم، فإن اطلع على شيء منها بالاتفاق؛ جعله هجنة⁣(⁣٣)، وأظهر به الاستهزاء والسخرية، كما عادة الفقيه به جارية، ولكن كيف يتولاهم من هو من حزب معاوية؟! فلو طلبت علمهم لعلمت ما لم تكن عالماً به، ولو كانت لك في هذا الفن قدم من معرفة أصول الفقه وفصولها وتفصيلها، من معرفة التوحيد والعدل، وبعد ذلك معرفة الخطاب وأحكامه، وقسمته وشرائطه.

  ثم ما يحتوي عليه هذا الفن من تفاصيل الأوامر والنواهي، والخصوص والعموم، والمجمل والمبين، والناسخ والمنسوخ، والأخبار والأفعال، والإجماع والقياس، والاجتهاد، وصفة المفتي والمستفتي، والحظر والإباحة، وما يلزم من تفصيل كل قسم من هذه الأقسام، وتعيين مسائله، وبيان دلائله، وذكر الخلاف، وذكر ما تمسك به كل فريق، وما ينبني عليها، وما تنبني هي عليه؛ لصغرت نفسك، وعرفت الفضل لأهله، إن كنت ممن يتمكن من معرفة المراد، وله قدم في


(١) الضمير يعود على فقيه الخارقة.

(٢) كتاب قصصي ترجمه إلى العربية ابن المقفع.

(٣) الهجنة: العيب والقبح. تمت معجم.