كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إنكار الفقيه تسمية أهل الحديث بالحشوية]

صفحة 452 - الجزء 3

  فأقول: لقد أساء هذا الرجل ظنه بأهل الحديث، كما يعرف من نفسه ومشائخه، وذلك لأنه جهل طريقهم، ولم يسلك مذهبهم، ولا عرف في هذا احتياطهم وتميزهم، ولا له قدم في هذا الباب، بل شغله عن هذا المجادلة والسباب، واقتصر من العلم على بقايته⁣(⁣١)، ولم يطلع على صفوه ونقايته؛ بل هم أهل السنة والكتاب.

  وزعم أنه في تركه ذلك، واعتماده على ما خالفه من المعقول؛ من أولي الألباب، وظن أن الأئمة ينقلون الأحاديث التي فيها التشبيه، ولقد موه في هذا غاية التمويه، وعاب من أثناالله ورسوله عليه، وأخبر أنه يرفعهم درجات لديه، حتى زعم هذا القدري أن شيخه عماد الدين حكى من رجال الحشوية: أحمد بن حنبل، والكرابيسي، ومن ذكر.

  ثم قال: وهم يسلمون ذلك أيضاً؛ فهذا الرجل قد بارز الله لإزرائه على أولياء الله، وصار يتكلم بشيء يعود وباله عليه، ولا يعذر في جهله ولا من نقله إليه».

  فالجواب: أن الفقيه طول في الكلام وتواقح⁣(⁣٢) حيث سمينا مشائخه حشوية، وهذا الاسم لم نبتدعه عليهم، بل ذكره العلماء المعاصرون لهم في أوقاتهم، ومن نقل إليهم، فأحوجنا ما طول فيه إلى ذكر شيء من المقالات، يتبين بها جوابه في جميع ما هذى به من الجهالات، وستجده إن شاء الله تعالى مستقصى، ومن جملته مذاهب من أنكر أنهم حشوية ورجالهم، وما يتعلق بذلك، وأفردنا لذلك موضعاً هو به أليق، لكونه فنّاً كاملاً، فلا يخلط بين آحاد المسائل إن شاء الله تعالى، وبه الثقة.


(١) البقية: ما بقي من الشيء. والنقاوة من الشيء: خياره وخلاصته. تمت معجم.

(٢) تواقح: قل حياؤه.