[وجه الشبه بين حديث المنزلة وقول القائل: هذه الدار لفلان بعدي]
  الخلافة والتفضيل فيجب أن يكون هذا أولى.
  ومنها: أن استخلاف موسى # لهارون # مذكور في القرآن لا يمكن أحداً دفعه، واستخلاف موسى ليوشع @ ليس بمذكور فيه، فأراد ÷ أن يدل على خلافته بأوضح الأمرين وأبعدهما من الشكوك والشبه.
  ومنها: أنه ÷ أراد أن يبين استخلافه إياه في حال حياته، ومتى غاب عنه، وبعد وفاته، ولو شبهه بيوشع بن نون لم يكن ذلك على الأمرين جميعاً معاً.
  ومنها: أن هارون أخو موسى ولادة، وعلي # أخو محمد أيضاً، وليس كذلك يوشع بن نون # وكل هذه الأمور لا تثبت لو كان التمثيل بيوشع #.
[وجه الشبه بين حديث المنزلة وقول القائل: هذه الدار لفلان بعدي]
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «فأين قول القائل: هذه الدار لفلان بعدي، أو فلان شريكي في هذه الدار: من استخلاف النبي ÷ علياً # على المدينة، كما استخلف غيره عليها أياماً معدودة لأجل غيبته، ثم زالت بحضوره، لولا عدم الإنصاف، والاعتماد على المعاندة والخلاف، وما أظن هذا وأمثاله يخفى على هذا الرجل لما فيه من الفساد، ولا بعده مما قصد وأراد، لكنه قصد التلبيس، وإظهار التدليس، لما عجز عن الجواب، ولو رجع إلاالحق كان أقوم له عند رب الأرباب، وبهذا يتبين ما قلته: إنه اشترى بعلمه المتاع الدنيوي، واستبدل آراء الرجال بالعلم النبوي،
  فَيَا بَائِعاً بالتَّافِهِ النَّزْرِ(١) دِيْنَهُ ... هَبِلْتَ لَقَدْ أَرْخَصْتَ مَا كَانَ غَالِياً
  فالجواب: أن الفقيه جهل موضع الاستدلال، أو نسي ما تقدم من المقتضي لما ذكرنا هاهنا، فأقبل يخبط في عشوى(٢)، ويذم بغير جرم.
(١) النَّزْر: يقال: شيء نزر: قليل تافه. هبلت: هبل فلان هبلاً: فقد عقله وتمييزه.
(٢) يقال: فلان يخبط في عمياء، وفلان يخبط خبط عشواء: يأتي ما يأتي بجهالة وبغير تبصّر. تمت معجم.