كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جعل الفقيه تقديم أبي بكر وعمر لحمل الراية يوم خيبر دليل تقدم إمامتهما]

صفحة 485 - الجزء 3

  علي # لما لم يستحقاه، فإنهما لما وليا منهزمين يجبنان أصحابهما ويجبنونهما؛ قال النبي ÷: «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار، لا يبرح - أو لا يرجع - حتى يفتح الله على يديه» فاستشرف لها كبار الصحابة.

  فلولا أنها فوق منازلهم بالأمس لما طلبوها، حتى قال عمر: ما رغبت في الإمارة إلا يومئذ؛ فأعطاها النبي ÷ علياً #، فما برح حتى فتح الله على يديه⁣(⁣١)، وجرت تلك الأمور العظام التي عجز عنها من كان قبله.


(١) [حديث (الراية) أخرجه: البخاري (٣/ ١٠٩٦) رقم (٢٨٤٧) ومسلم (٤/ ١٨٧١) رقم (٢٤٠٥) وأحمد في المسند (٢/ ٣٨٤) رقم (٨٩٧٨) وابن حبان (١٥/ ٣٧٩) رقم (٦٩٣٣) والنسائي (٥/ ٤٦) رقم (٨١٤٩) والبيهقي (٩/ ١٠٦) رقم (١٨٠٠٩) وأبو يعلى (١٣/ ٥٢٢) رقم (٧٥٢٧) والطبراني في الكبير (٧/ ١٣) رقم (٦٢٣٣) والطيالسي (ص ٣٢٠) رقم (٢٤٤١) وابن راهويه (١/ ٢٥٣) رقم (٢١٩) والنسائي في الفضائل (١/ ١٥) وأبو نعيم في الحلية (١/ ٦٢) وابن المغازلي (٨٩) رقم (١٥٥) والحاكم في المستدرك (٣/ ٤٩٤) رقم (٥٨٤٤) وأحمد في الفضائل (٢/ ٥٨٤) رقم (٩٨٨)].

(*) قال ¦ في التعليق: روى أبو الحسين عبدالوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي | عن بُريدَة بإسناده إليه، قال: (لَمّا نزل رسول الله ÷ بحضرة خيبر أعطى اللواء عمر بن الخطاب، ونهض معه من نهض من الناس، فلقوا أهل خيبر وكُشِفَ عمرُ وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله ÷ يُجَبِّنُهُ أصحابه ويجبنهم، فقال رسول الله ÷: «لأعطين الرايَّة غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله»، فلما كان الغد تصادر لها أبو بكر وعمر، فدعى علياً، وهو أرمد، فتفل في عينيه وأعطاه اللواء، ونهض معه من الناس، فلقي أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز بين أيديهم، وإذا هو يقول:

قد علمت خيبر أنِّي مرحب ... ... إلخ.

[في ملحق ذخائر العقبى من رواية الكلابي:

قد علمت قريش أني مرحب

انظر (ص ٢٧٥)]

قال: فضربه علي على هامته حتى عَضَّ السيف بأضراسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، وما تتامَّ الناس حتى فتح لأولهم) انتهى.

وحديث الرايَّة، وقول النبي ÷: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» =