كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[منقبة حمله (ع) باب خيبر، وأنه لم يحمله إلا أربعون رجلا]

صفحة 490 - الجزء 3

  ولكان أقرب وأولى مما اعتمده في ذلك، ولقد قدم رسول الله ÷ عمرو بن العاص على أبي بكر وعمر في غزوة ذات السلاسل، وأسامة بن زيد عليهما أيضاً، وعلى جلة المهاجرين والأنصار، فليكونن هذا في الدلالة أولى، وهو لا يسلمه، ونحن لا نقول به، ولكن أردنا أن نبين للفقيه بُعْدَ أقواله من الصواب، ومنهاج الكتاب.

  فأقول⁣(⁣١) وبالله التوفيق: لم أجعل ما ذكر عمدة الدليل، وإن كان دليلاً


= نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب، فما نقلبه).

وأخرجه ابن أبي شيبة عن جابر بن طارق بلفظ: (ان علياً حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها، وأنه جرب فلم يحمله إلا أربعون رجلاً).

وأخرجه الخوارزمي عن جابر بن عبدالله بلفظ: (حمل علي باب خيبر يومئذٍ، فجُرب بعده فلم يحمله إلا أربعون رجلاً).

وأخرجه الإمام أبو طالب # عن جابر بن عبدالله، قال: (شق على النبي ÷ ما يلقونه من أهل خيبر، فقال نبي الله: «لأبعثن بالرايَّة، أو باللواء، مع رجل يحبه الله ورسوله، ويحب الله رسوله»، لا أدري بأيتهما بدأ، فقال: فدعى علياً وإنه يومئذٍ لأرمد، فتفل في عينيه وأعطاه اللواء أو الرايَّة، ومر ففتح الله عليه قبل أن يتتام آخرنا، حتى ألجأهم إلى قصر، قال: فجعل المسلمون لا يدرون كيف يأتونهم. قال: فنزع علي الباب فوضعه على عاتقه، ثم أسنده لهم، وصعدوا عليه، حتى مرُّوا وفتحها الله، قال: ونظروا بعد ذلك إلى الباب فما حمله دون أربعين رجلاً). انتهى.

قال السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير في (شرح التحفة): وهذه القصَّة من أشهر القضايا رواها عدَّة من الصحابة؛ منهم سهل بن سعد، وسَلَمَة بن الأكوع، وأبو هريرة، من طريقين، وأبو سعيد الخدري، وأبو رافع، وعامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص، وهي من أشهر القضايا عند جميع الطوائف. انتهى.

وروى ابن جرير عن بُريدَة نحو خبر الكلابي، وفيه: (رجع أبو بكر في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني عمر، ثم قال ÷: «لأعطين الرايَّة ... إلخ»)، ذكره في (شرح التحفة).

ورواه في (المحيط) بسنده إلى بُريدَة، قال: وهو معروف لا ينكره أحد، وقد ذكره في حديث المناشدة. تمت منه. وروى: (كان علي يلبس في الصيف ثياب الشتاء ... إلخ)، عن أبي عطيَّة نحو ما روى ابن المغازلي عن أبي ليلى. تمت؛ محيط.

(١) بداية كلام فقيه الخارقة.