[دعوى الفقيه أن قلب أبي بكر كان أشد من قلب علي (ع) والرد عليها]
  البأس اتقوا به.
  ومثل هذا لم يعرف من أبي بكر ولا عمر، بل انهزما في بعض المقامات، ولما أراد أبو بكر براز ولده عبدالرحمن نهاه النبي ÷ عن ذلك وقال: «أمتعنا بنفسك» فخاف عليه عبدالرحمن، ولم يخف على علي قرناً، وعمرو بن ود أقحم على الناس وسأل البراز، فلم يبرز إليه إلا علي # فقتله، فأين المداناة فضلاً عن المساواة، فضلاً عن العلو والمباراة؟!
  وأما أنه بايع كارهاً فحق لا إشكال فيه عند من أنصف، وأما خوفه فقد خاف رسول الله ÷ ولولا خوفه لما دخل الغار، وأي نقص على من خاف كثرة العدو أو المغالب، وقد قال الله تعالى في موسى #: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ}[القصص: ٢١]، فهل نقّصه الخوف أيها الفقيه، أو عابه أحد من العقلاء.
[دعوى الفقيه أن قلب أبي بكر كان أشد من قلب علي (ع) والرد عليها]
  وأما قوله: «قال القدري: وأما ادعاؤه أن قلب أبي بكر كان أشد من قلب علي # فهي دعوى ساذجة عارية عن البرهان، مخالفة لما جرى به الاختبار والامتحان، وهو أيضاً ينقض قوله [أي فقيه الخارقة]: إن علياً # أولى بالنبوة من النبي ÷، لأن أبا بكر كان أشجع عنده من علي، فكيف وقد قال له النبي ÷ وهو معه في الغار: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: ٤٠]، فلينظر فيما سطر، فإنها إحدى الكبر.
  فأقول وبالله التوفيق: أول ما في هذا أني استدللت في الرسالة الدامغة على هذا بأدلة واضحة، وألزمته على ذلك إلزامات لا محيص له عنها، فأغفل ذلك كله لمّا لم يجد له جواباً، فإن أراد الإنصاف فليتتبعه، وليجب على كل فصل منه إن كان ذا علم وبصيرة كما يدعي».
  والجواب: أنه أكثر في جوابات مسائله من الإحالة عليها في رسالته الأولى، وقد بينا أنه ما ورد له سؤال يرومه كسراً لدلالة أهل الحق أو دلالة على مذهبه