كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[خوف الله يدعو للعدول عن محبة معاوية]

صفحة 543 - الجزء 3

[خوف الله يدعو للعدول عن محبة معاوية]

  ولو خاف الله ø لعدل عن محبة معاوية؛ لمحاربته إمام الحق، وهو أمير المؤمنين علي #، وما علمت له توبة من ذلك، بل شرع لعنه # على المنابر، وطلب ابن عباس | من معاوية قطع اللعن، فقال: لا أترك لعنه، حتى يصير سنة في الناس، حتى إذا قطع لعن علي قيل: تركت السنة⁣(⁣١).

  حتى أنه لما تعمد لعن علي # على المنابر يوم الجمعة، واستمر على ذلك


(١) قال ¦ في التعليق: رواه الشيخ أبو ربيعة محمد بن محمد العامري بسنده إلى ابن عباس قال: (دخلت على معاوية فقال لي: سل حاجتك يا ابن عباس، فقال: حاجتي أن تمسك عن سب هذا الرجل وثلبه - يعني علياً -. فقال: والله لا أمسك عن سبه وثلبه حتى ينشأ عليه الصغير ويهرم عليه الكبير وإن تُرِك قيل: تُرِكَت السنة) (انتهى) من المحيط بالإمامة.

وقال أبو جعفر الإسكافي روى العباس بن بكار الضبي قال حدثني أبو بكر الهذلي عن الزهري قال قال ابن عباس لمعاوية: (ألا تكف عن شتم هذا الرجل، قال ما كنت لأفعل حتى يربو عليه الصغير ويهرم فيه الكبير) تمت شرح نهج البلاغة. قال أبو جعفر الإسكافي وروى القناد قال حدثنا أسباط بن نصر الهمداني عن السدي قال: بينما انا بالمدينة عند أحجار الزيت إذ أقبل راكب على بعير فوقف فسب علياً فخف به الناس ينظرون إليه، فبينما هو كذلك إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فقال: اللهم إن كان سب عبداً لك صالحاً فأرِ المسلمين خزيه، فما لبث أن نفر به بعيره فسقط فاندقت عنقه.

قال وروى عثمان ابن أبي شيبة عن عبدالله بن موسى عن فطر بن خليفة عن أبي عبدالله الجدلي قال: (دخلت على أم سلمة فقالت: أيسب رسول الله ÷ فيكم وانتم أحياء، قلت وأنىّ يكون هذا، قالت: أليس يسب علي ومن يحبه) [أخرجه: أبو يعلى (١٢/ ٧٠١٣) والطبراني في الصغير (٢/ ٨٣) رقم (٨٢٢) والكبير (٢/ ٣٢٢) رقم (٧٣٧) وابن أبي شيبة في مصنفه (٦/ ٣٧٠)]. تمت من شرح نهج البلاغة أيضاً.

قال الكنجي رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى وأحمد بن حنبل والحاكم وصححه حاكياً لهذا عن (مختصر انتخاب السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة) الخ. تمت من مناقبه.

وروى أبو عثمان الجاحظ: (أن قوماً من بني أمية قالوا لمعاوية إنك قد بلغت ما امّلت فلو كففت عن لعن هذا الرجل، فقال لا والله حتى يربو عليها الصغير ويهرم عليها الكبير ولا يذكر له ذاكر فضلاً).

وروى أبو جعفر الإسكافي: (أن معاوية جعل لقوم من الصحابة والتابعين على إختلاق أخبار تتضمن الطعن على علي ففعلوا. منهم أبو هريرة والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وعروة بن الزبير).