كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان سكوت أمير المؤمنين (ع) في أول الأمر وقيامه في آخره، وغير ذلك ما يتعلق به]

صفحة 560 - الجزء 3

  الاحتجاج عليه؛ فلقد أتى بقول فاسد، وضرب في حديد بارد».

  فالجواب: أما عيبه لقوله: الإسلام غض؛ فهو وإن كان في المسلمين كثرة، ولم يمت النبي ÷ إلا وقد قوي الإسلام قوة عظيمة، لكن كان إسلام كثير منهم في سني وفاته ÷، ومنهم من لم يفقه إلا القليل، ومنهم من كان عهيداً بالشرك، ولم يقل: إن هذه حالة جميعهم ولا صفة أكثرهم، حتى يطول في ذلك، فإن كان الفقيه ينكر ذلك كذبته سورة النصر.

  وإن اعترف بذلك فلم كذَّب من حكى ما ليس بكذب، لولا قلة الدين والمروءة.

  ولولا قرب العهد بالشرك، وفقد ثبات أكثرهم على الدين، ونزاعهم إلى المعتاد من الشرك؛ لما ارتد أكثرهم كما نقله أهل العلم، فإن الردة شاعت في العرب شياع النار في الحطب، فارتدت سليم وأسد، وغطفان وطي، وتميم وحنيفة، وربيعة البحرين وقيسهما، وعمان ومهرة، وحضرموت ومذحج؛ فهذه القبائل والجهات لم يبق على الإسلام من أهلها إلا القليل؛ فأي دليل ترى على كون الإسلام غير راسخ في قلوب الأكثر ما لم يرده الحرب.

[بيان سكوت أمير المؤمنين (ع) في أول الأمر وقيامه في آخره، وغير ذلك ما يتعلق به]

  وأما عوده إلى هذيانه المعتاد في أمير المؤمنين، وسكوته في أول الأمر وقيامه في آخره.

  فالجواب: ما ذكرنا فيما تقدم مفصلاً مكرراً، وأنه # عمل في جميع ذلك بما يقتضيه العلم والدين ومتابعة الرسول ÷.

  وكذلك ما كرره من حال الصحابة، وأنهم ممن لا تجتمع على ضلالة.

  فالجواب عنه: ما قدمناه من عدم الإجماع على إمامة أبي بكر أولاً، وأن للسكوت وجهاً يصرف إليه آخراً، وأن ما جرى من المبايعة لأبي بكر كان فلتة كما قاله عمر، ثم استمر الأمر فيهم ولم ير أمير المؤمنين # موضعاً للنكير، مع