[اعتزاء الزيدية إلى الإمام زيد بن علي (ع)]
  التوحيد والعدل، وكذلك مذهب من ذكرنا مذهبه عند حكايتنا لذلك، وبينا صحة نسبتنا إلى زيد بن علي # ومعنى ذلك؛ فأسندنا مذهبنا في الأصول إلى علي، ولم يختلف في ذلك آل علي $.
  ولما مال إلى تزكية من تقدم منهم من آبائنا $ بينا له أقوالهم مفصلة، وإن أراد الزيادة زدنا، وإن كان الأمر فيه على ما يدل به ظاهر أمره كما قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ}[النمل: ٨٠].
  وأما نفيك لأتباع زيد عن زيد # فهو مما اختصصت به من دون العلماء، لأن أحداً لم ينف التابع عن شيخه ولا إمامه، وما الملجئ له أن يعتزي إلى من لا يرى باتباعه وفي أئمة الإسلام سعة لولا اختياره لقوله وسلوكه لمنهاجه، ولولا أن زيداً # أول من حارب حزب الضلالة بعد الحسين بن علي $ لما انتسب إليه القائمون من الذرية، لأن لكل واحد منهم آباء طاهرين يصل بهم إلى أبيهم خاتم النبيين.
  ولولا اعتزاؤنا إليه لكان إمامنا وإمام الفقيه واحداً، ولما حاربنا الظالمين، ولجوزنا إمامة الصناجين(١) والعوادين كما فعله الفقيه وأتباعه وأشياخه وأئمته.
  وأما حكاية كل مسألة يقول بها إمام واحد أو سائرهم $ في الأصول والفروع فذلك لا ينحصر، ولو قلب عليك السؤال - فقيل لك: إن كنت أشعرياً في الأصول، أو شافعياً أو حنفياً في الفروع، فعرفنا وجه اعتزائك إلى شيخك في جميع ذلك، وبين لنا ما الذي وافقتهم فيه ليصح اعتزاؤك إليهم - لكان ذلك تكليفاً بما ليس في وسعك إلا أن تدعي ذلك، فها نحن سائلوك عنه، ليكون بياناً لصحة سؤالك لنا أو فساده.
  فما أمكنك من ذكر جواب في ذلك فاذكره، ليعلم بذلك مقصودك في سؤالك
(١) الصناجين: جمع صنَّاج، والصناج: صاحب الصَّنْج أو اللاعب به. الصَّنْج: صفيحة مدورة من صفر يضرب بها على أخرى. تمت معجم.