[طرق حديث: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»]
  رواه فهذا علم من العلوم قد أدركناه من غير الباب الذي ذكرت.
  وإن كان علي هو الراوي فهذا تزكية لنفسه وثناء عليها، ولم يكن علي # يذهب إلى ذلك ولا يقول به على ما نقل عنه في غير حديث، وكان # يقول: إذا حدثني أحد عن رسول الله ÷ أحلفه فإذا حلف صدقته إلا أبا بكر وصدق أبو بكر؛ ففي هذا الحديث قبوله ممن حدثه بعد اليمين، وفيه تصديق أبي بكر وقبول حديثه من غير يمين، لفضله عنده وعظم منزلته، وقطعه بصدقه».
  فالجواب: أن راوي هذا الحديث علي # وغيره، فعنه # من ثلاث طرق، وغيره جابر بن عبدالله، وعبدالله بن العباس؛ فعن جابر من طريقين، وعن ابن عباس من خمس طرق(١)، ونذكر عن كل واحد طريقاً.
(١) قال ¦ في التعليق: أخرج صدره عن علي # أبو نعيم في المعرفة تمت. شرح غاية.
قال النبي ÷ «ليهنك العلم يا أبا الحسن لقد شربته شرباً ونهلته نهلاً» أخرجه أبو نعيم والكنجي والخوارزمي عن علي #، ونحوه عبد الوهاب الكلابي عن علي [انظر (٣٢) حديثاً من مسند الكلابي ملحقة بمناقب ابن المغازلي (ص ٢٧٠) وقد سبق أنه أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ٦٥)].
وقال ÷: «أعلم أمتي من بعدي علي» أخرجه الديلمي والكنجي عن سلمان ولم يذكر الكنجي «من بعدي» قال ورواه الهمداني وتابعه الخوارزمي [أخرج حديث (أعلم أمتي بعدي علي): الكنجي في كفايته (ص ٢٩٧) وقال: رواه الهمداني في كتابه وتابعه الخوارزمي وقال في هامشه: كنز العمال (٦/ ١٥٣) قال: أخرجه الديلمي عن سلمان، كنوز الحقائق (ص ١٨)، قلت: هكذا رواه الكنجي بلفظ (أعلم أمتي بعدي) فلعل ما في الأصل: (ولم يذكر الكنجي (من»].
وأخرج عن القاسم عن ابن أبي أمامة عنه ÷: «أعلم أمتي بالسنة والقضاء بعدي علي بن أبي طالب» [كفاية الكنجي (ص ٢٩٧)].
وعنه ÷ قال «علي عيبة علمي» [سبق أنه أخرجه الكنجي (ص ١٧٢)] أخرجه ابن عدي عن ابن عباس والكنجي عنه وقال رواه ابن عساكر هكذا.
وقال ÷: «اقضى أمتي بكتاب الله علي» رواه علي بن الحسين الزيدي عن أبي طالب بسنده إلى ابن عباس ورواه عنه في شمس الأخبار وهو في حديث جابر من رواية الحاكم وقد مر.
وقال ÷ في دعائه لعلي «اللهم املأ قلبه علماً وفهماً وحكماً ونوراً» وقال «أخبرني ربي أنه استجاب لي فيك» رواه الكنجي عن علي وقال رواه الحافظ الدمشقي.
=