[ثلب الفقيه لمذهب العدلية بشتى المثالب والرد عليه]
  الحكيم فعله، وقد ذم الباري تعالى أفعال الظالمين، وتوعد عليها بالعذاب المهين.
  وقوله: لم يصدق فيما قال فعل وصنع إلى نهاية قوله، ينقض مذهبه لأن الكذب على اعتقاده وخلاف الصالحين بزعمه إن كان فعله ففيم بقي النزاع؟ وإن كان فعل الله فلم وجه إليه اللوم؟
[ثلب الفقيه لمذهب العدلية بشتى المثالب والرد عليه]
  قال: «وأما قوله [أي محيي الدين]: ويكون محمد ÷ خصمك - فليس(١) يكون محمد خصماً إلا لمن آذاه في أصحابه وسبهم، وعَجَّز قرابته وضعفهم، ونسبهم إلى الظلم والجهل، واستحلال ما حرم الله عليهم، وتحريم ما أحل، إلى غير ذلك من الضلالات التي ارتكبها القدرية، من مشاركة الله في خلقه، والتكذيب بقضائه وقدره، وتشبيهه بخلقه، وإخراجه عن قدرته، وعزله عن إرادته ومشيئته، فيكون الله ورسوله لهم خصمين(٢)، فدع عنك ما اعتمدت عليه من الضلال والمين.
  ودع عنك ما ذكرت من الوعيد، وما حكمت به على خصمك من العذاب الغليظ، فذلك ليس إليك، والعرض على الله ø يوم القيامة لا على إمامك أو عليك، وأعظم من جهلك وتحكمك على خصمك؛ ما حكمت به على رب الأرباب، بأن عبيده إذا قضوا بعض ما يجب عليهم من حق خدمته بطاعته أوجبت عليه لهم الثواب، وإن عزموا على معصيته ولم يفعلوها أوجبت لهم عليه العقاب، وأنه يدخل النار من شئت لا من شاء، وكذا الجنة، ولم يأت بما تقول كتاب ولا سنة».
  فالجواب: أن الأذى إن كان من خصم الفقيه فهو الذي وقع فيه النزاع،
(١) بداية كلام فقيه الخارقة.
(٢) قال ¦ في التعليق: أراد الفقيه أن يسجع فوقع في الأمر الأشنع حيث جمع بين الله ورسوله في كلمة وقد سبق ذكر روايته لقوله ÷: «بئس الخطيب أنت الخ».