[دعوى الفقيه أن عليا (ع) لا يسقي إلا من أذن له فيه أبو بكر وعمر – والرد عليها]
  خلاف ما قال، وهو ما نرويه عن الفقيه بهاء الدين يبلغ به الثعلبي، قال: أخبرنا عبدالله بن حامد بن محمد، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أحمد بن شبيب، حدثني أبي عن يونس بن شهاب، عن المسيب، عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله ÷ قال: «يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيحلأون(١) عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي أصحابي؛ فيقال: إنك لا علم لك بما أحدثوه، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى»(٢).
(١) حلَّأَه عن الماء تحلِئَة طرده ومنعه. تمت قاموس.
(٢) قال ¦ في التعليق: وروى الحاكم في السفينة عن ابن عباس: أن رسول الله ÷ رجع من سفره وهو متغير اللون، فخطب خطبة بليغة وهو يبكي، وقال: «أيها الناس إني قد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وأرومتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ألا وإني أنتظرهما ألا وإني سائلكم يوم القيامة في ذلك، ألا إنه سيرد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة راية سوداء فتقف فأقول: من أنتم فينسون ذكري ويقولون نحن أهل كلمة التوحيد من العرب، فأقول: أنا محمد نبي العرب والعجم، فيقولون: نحن من أمتك فأقول: كيف خلفتموني في عترتي وكتاب ربي؟ فيقولون: أما الكتاب فضيعنا، وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم، فأولي وجهي عنهم فيصدرون عطاشاً قد اسودت وجوههم، ثم ترد راية أخرى أشد سواداً من الأولى، فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون كالقول الأول: نحن من أهل التوحيد، فإذا ذكرت اسمي قالوا: نحن من أمتك، فأقول: كيف خلفتموني في الثقلين كتاب ربي وعترتي؟ فيقولون: أما الكتاب فخالفناه، وأما العترة فخذلنا، ومزقناهم كل ممزق، فأقول لهم: إليكم عني فيصدرون عطاشاً مسودة وجوههم، ثم ترد علي راية أخرى تلمع نوراً، فأقول من أنتم فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أمة محمد، ونحن بقية أهل الحق حملنا كتاب ربنا فأحللنا حلاله وحرمنا حرامه وأحببنا ذرية محمد فنصرناهم من كل ما نصرنا به أنفسنا وقاتلنا معهم، وقتلنا من ناواهم، فأقول لهم: أبشروا فأنا نبيئكم محمد قد كنتم كما وصفتم، ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء». قال الحاكم: ومن نظر في هذا الخبر علم أن الفرقة الأولى الناصبة الضالة القاتلة للعترة، وأن الفرقة الثانية الرافضة التاركة للحق الخاذلة للعترة المبغضة لهم، وأن الفرقة الثالثة أهل الحق وأنصار الدين، أتباع الأئمة الهادين الذين هم الزيدية.
ويعرف من هذا قوله ÷: «يهلك فيك اثنان محب غال ومبغض قال» فالأول: الرافضة، والثاني: الناصبة وهو كما قال |، قال هذا الحسن بن بدر الدين |.
ويشهد له حديث أبي ذر ¥: «ترد على الحوض راية علي أمير المؤمنين، وإمام الغر المحجلين؛ فأقوم =