[دعوى الفقيه الشفاعة لأبي بكر وغيره - والرد عليها]
  وهذا الحديث فيه ما فيه، ولسنا نعين به واحداً إذ لم يعينه النبي ÷، ولا قامت دلالة إلا على من نابذه # وحاربه ممن لم تصح توبته، وسوى ذلك فهم على المرتبة التي قدمنا ذكرها مكرراً.
[دعوى الفقيه الشفاعة لأبي بكر وغيره - والرد عليها]
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «ثم مع هذا فقد ورد أن لأبي بكر شفاعة، وكذا غيره من الصحابة وفضلاء المؤمنين، ولكنه مكذب بأصل الشفاعة للنبي ÷، فكيف يصدق بها لمن دونه».
  فالجواب: أن شفاعة النبي ÷ ثابتة، وما حكاه عنا من إنكارها فكذب علينا، لكنها تكون للمؤمنين، فيزيدهم الله نعيماً إلى نعيمهم، وسروراً إلى سرورهم، على حد شفاعة الملائكة $ التي حكاها الله تعالى عنهم بقوله: {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٨}[غافر]، وبقوله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ٢٨}(١) [الأنبياء].
  وأما قوله [أي فقيه الخارقة]: «فسنورد بعد هذا الدليل على صحة شفاعة النبي ÷، فإذا صدق بها على وجهها ذكرنا له الدلالة على شفاعة أبي بكر وغيره من الصحابة، وإن لم يصدق بها فلا غرض في تضييع الوقت بلا فائدة، وقد أنشد بعض أصحابنا في هذا ثلاثة أبيات استحسنا إيرادها هاهنا لمعنى دُعي إليه:
= فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون: تبعنا الأكبر، وصدقنا ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه، فأقول: رِدُوا مرويين فيشربون شربة لا يظمأون بعدها، وجه إمامهم كالشمس الطالعة، ووجوههم كالقمر المنير ليلة البدر، وكأضوأ نجم في السماء» أخرجه الكنجي عن أبي ذر عن النبي ÷، انتهى، وقد أخرجه ابن حبان بطريقه إلى المسعودي كطريقة الكنجي فإنه طرَّقه إلى المسعودي عن رجاله عن أبي ذر، ويأتي ذكر هذا.
(١) مع قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ٩٦}[التوبة]، تمت إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.