[هذا البيت للحطيئة]
  والدليل على ذلك: أن قولنا: مؤمن اسم مدح وتعظيم، والفاسق لا يستحق المدح والتعظيم، أما أنه اسم مدح وتعظيم فلأنه يحسن دخوله بين أوصاف المدح وأسماء التعظيم، ولا يحسن أن يتوسط بين المدائح ما ليس بمدح، ولهذا يحسن أن يقول: فلان مسلم طاهر مؤمن تقي صالح زكي، فظهر أن قولنا مؤمن ومسلم من أسماء المدح والتعظيم.
  وأما أنه لا يحسن أن يتوسط بين أوصاف المدح ما ليس بمدح، فلأنه لا يحسن أن نقول: هو طاهر تقي فاسق صالح زكي.
  وأما أن الفاسق ليس من أهل المدح والتعظيم؛ فلما ذكرنا من أنه لا يحسن دخول اسم الفاسق بين أسماء المدح والتعظيم، ولا خلاف أن الفاسق يستحق
= صفته دون من قال ولم يعمل وترك ما أمر به وفرط، قاله في شرحه للبخاري. وأن أبا بكر ابن العربي اختار في شرحه للترمذي أن المسلم من أسلم نفسه من عذاب الله، والمؤمن من آمن نفسه منه، انتهى باختصار.
قلت: وقول ابن العربي يوافق ما ذهب إليه الناصر للحق في معنى المؤمن.
فائدة
قال المسعودي في مروج الذهب: وحدثني محمد بن الفرج بمدينة جرجان في المحلة المعروفة براي غسان، قال: حدثني أبو دعامة، قال: أتيت علي بن محمد بن علي بن موسى عائداً في علته التي كانت وفاته منها في هذه السنة يعني سنة أربع وخمسين ومائتين فلما هممت بالانصراف قال لي: يا أبا دعامة قد وجب حقك أفلا أحدثك بحديث تُسر به؟ قال: فقلت له: ما أحوجني إلى ذلك يا ابن رسول الله. قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن موسى، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب ¤، قال: قال رسول الله ÷: «اكتب» قال: قلت: وما أكتب؟ قال لي: «اكتب ﷽ الإيمان ما وقرته [في رواية: ما وقر في القلب وصدقه العمل] القلوب، وصدقته الأعمال، والإسلام ما جرى به اللسان وحلت به المناكحة» قال أبو دعامة: فقلت: يا ابن رسول الله، ما أدري والله أيهما أحسن الحديث أم الإسناد، فقال: إنها لصحيفة بخط علي بن أبي طالب بإملاء رسول الله ÷ نتوارثها صاغراً عن كابر. تمت والحمد لله.