[بعض الأخبار المسندة الدالة على أن الشفاعة لا تكون لأحد من الفساق]
  تنله شفاعتي، ولم يرد عليّ الحوض».
  وبه عن أم سلمة عن النبي ÷ أنه قال: «إني لكم فرط على الحوض، فإياي، لا يأتي أحدكم فيُذب عني كما يذب البعير الضال، فأقول: فيم ذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؛ فأقول: سحقاً سحقاً»(١).
  وبه عن أبي هريرة قال: لما نزلت هذه الآية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}[الشعراء]، جمع رسول الله ÷ قريشاً، فخص وعم، ثم قال: «يا معشر قريش، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضراً ولا نفعاً، يا بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضراً ولا نفعاً، يا بني عامر بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضراً ولا نفعاً، يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضراً ولا نفعاً، يا بني عبدالمطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضراً ولا نفعاً؛ ثم قال: يا فاطمة ابنة محمد، أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لك من الله ضراً ولا نفعاً(٢)).
  وبه عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ÷: «يا بني عبدالمطلب، يا صفية عمة رسول الله، يا فاطمة بنت رسول الله ÷ اشتروا أنفسكم من الله تعالى، لا أغني عنكم من الله شيئاً، سلوني من مالي ما شئتم».
  وبه عن عمرو(٣) بن جبير، عن أبي هريرة أن النبي ÷ ذكر الغلول فقال: «لا ألفيّن أحدكم يوم القيامة على رقبته صامت(٤)، فيقول: يا رسول الله أغثني،
(١) قال ¦ في التعليق: قد مر ذكر شواهده ومخرجيها في حاشية الجزء الثاني.
(٢) قال ¦ في التعليق: أصل هذا الحديث رواه ابن حبان عن أبي هريرة، ومسلم من حديث عائشة، وابن مردويه من حديث أبي أمامة، تمت تخريج كشاف.
(٣) عمر (نخ).
(٤) الصامت من المال: الذهب والفضة. تمت مختار.