كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[إنكار الفقيه لقول الرسول ÷: «لا يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي» - والرد عليه]

صفحة 672 - الجزء 3


= كلام آخر، فأنشأ الشافعي يقول:

إذا في مجلس ذكروا علياً ... وسبطيه وفاطمة الزكية

فأجرى بعضهم ذكرى سواه ... فأيقن أنه لسلقلقية

إذا ذكروا علياً أو بنيه ... تشاغل بالروايات العلية

وقال تجاوزوا يا قوم هذا ... فهذا من حديث الرافضية

برئت إلى المهيمن من أناس ... يرون الرفض حب الفاطمية

على آل الرسول صلاة ربي ... ولعنته لتلك الجاهلية

[جواهر العقدين (ص ٢٥٣) وهو في ينابيع المودة (ص ٣٥٥)].

فهذا الحديث الذي ذكره الفقيه عن زيد بن يثيع، أخرجه الكنجي بسنده إلى عبدالله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن أبي بكر: أن النبي ÷ بعثه ببراءة ... وساق إلى قوله: «لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني» قال: وهكذا رواه أحمد في مسنده، ورواه أبو نعيم، وأخرجه الحافظ الدمشقي يعني ابن عساكر في مسنده وطرقه بطرق شتى، ثم قال: قال أحمد: وحدثني محمد بن سليمان ... وساق إلى آخر الحديث الآتي للإمام #، وقال: هكذا ذكره محدث الشام في تاريخه. قال: ورواه الخوارزمي عن زيد بن يثيع كما أخرجناه سواء.

فليس فيما ذكر من الروايات عن زيد بن يثيع لفظ: (من أهل بيتي) كما قال الفقيه، وإنما فيها عنه: (أو رجل مني).

وقد أخرج الكنجي حديث براءة عن سعد بن أبي وقاص بلفظ: «إنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي».

نعم، قد ذكر في الحديث عن علي من طريقة زيد بن يثيع النسائي في الخصائص بلفظ: (أو رجل من أهل بيتي) والنسائي له شأن عظيم عندهم من أهل الصحاح.

ومرام الفقيه إنكار أن في الحديث (لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل ... إلخ) لئلا يكون فيه وصمة على أبي بكر، وكأنه نفر من لفظ: (أهل بيتي) لكنه قد تواتر القدر المشترك، وهو أخذه براءة من أبي بكر وإعطائها علياً ليبلغها، والحمد لله.

وقد مر حديث ابن عباس: (وقعوا في رجل يعني علياً له عشر خصال) الذي أخرجه أحمد بن حنبل والنسائي وابن عساكر والكنجي وفيه:

أخذ براءة وأعطى علياً، وأنه يحب الله ورسوله.

وأنه منه ÷ بمنزلة هارون من موسى.

ومن كنت مولاه فعلي مولاه، وأنه شرى نفسه، وبات على الفراش، وأنه بايع النبي ÷ يوم الإنذار.

وسد الأبواب إلا باب علي، وأنه أول من آمن بالله، وأنه ولي كل مؤمن بعد النبي ÷.

=