[معارضة الفقيه رواية سد الأبواب إلا باب علي بباب أبي بكر – والرد عليها]
  والحديث الثالث من طريق ابن حنبل عن ابن عمر، قال: كنا نقول: خير الناس أبو بكر، ثم عمر، ولقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله ÷ ابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر.
  وروينا ذلك من طريق بهاء الدين هذا، يبلغ به أبا زكريا ابن منده، يرويه من كتابه في مناقب العباس ¥، وهو به عن ابن عباس قال: قال النبي ÷ لعلي #: «أنت وارثي، وقال: إن موسى سأل الله تعالى أن يطهر مسجده لهارون وذريته، وسألت الله أن يطهر مسجدي لك ولذريتك من بعدي»(١) ثم
= وهارون أن يتبوءآ لقومهما بيوتاً، وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب، ولا يقربوا فيه النساء، إلا هارون وذريته، ولا يحل لأحد أن يعرس النساء في مسجدي هذا، ولا يبيت فيه جنب، إلا علي وذريته» وقال: ذكره الحافظ الدمشقي في مناقب علي #.
(١) قال ¦ في التعليق: ورواه ابن ميمون عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال: أخذ رسول الله ÷ بيدي وقال: «إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده لهارون وذريته ... إلخ»، وكذا في رواية أبي نعيم له.
وروى في المحيط علي بن الحسين، قال: حدثني أبي قال: حدثني قاضي القضاة ... وساق سنده إلى شعبة، قال: سمعت سيد الهاشميين زيد بن علي بن الحسين بن علي بالمدينة في الروضة يقول: حدثني أخي محمد بن علي أنه سمع جابر بن عبدالله يقول: قال رسول الله ÷: «سدوا الأبواب كلها إلا باب علي» وأومى زيد إلى بابه، انتهى.
وأخرجه الكنجي بسنده إلى شعبة ... إلى آخر ما في المحيط، تمت مناقب. وأخرجه المرشد بالله كذلك بسنده إلى شعبة ... إلخ تمت من أماليه #.
وروى في المحيط أيضاً علي بن الحسين بسنده إلى جابر بن عبدالله، قال: (كنا نصلي في المسجد ومعنا علي بن أبي طالب، قال: فخرج علينا رسول الله ÷ ومعه عسيب من رطب فضربنا به فانجفلنا وانجفل علي بن أبي طالب معنا، وأدركه النبي ÷ فقال: «إنك لست كهيئتهم، إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي، كأني بك على حوضي بيدك عصا من عوسج تذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الصادي عن الماء، يقتلك أشقى هذه الأمة كما قتل ناقة الله أشقى بني فلان من ثمود») انتهى.
ورواه محمد بن سليمان عن جابر بلفظ: «كأني بك عن حوضي تذودهم» ولم يذكر فيه: «أما =