كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[معارضة الفقيه رواية سد الأبواب إلا باب علي بباب أبي بكر – والرد عليها]

صفحة 683 - الجزء 3

  أرسل إلى أبي بكر: «أن سد بابك» فاسترجع، وقال: فعل هذا بغيري؟ فقيل: لا، فقال: سمعاً وطاعة فسد بابه.

  ثم أرسل إلى عمر فقال: «سد بابك» فاسترجع، وقال: فعل هذا بغيري؟ فقيل: بأبي بكر فقال: إن في أبي بكر أسوة حسنة فسد بابه.

  ثم أرسل إلى العباس: «سد بابك»، فلما سمعت فاطمة خرجت فجلست على بابها، ومعها الحسن والحسين كأنهما شبلان⁣(⁣١)، فخاض الناس في ذلك، فصعد رسول الله ÷ المنبر فقال: «ما أنا سددت أبوابكم، ولا أنا فتحت باب علي، ولكن الله سد أبوابكم وفتح باب علي».

  وروينا عن الفقيه بهاء الدين هذا، يبلغ به الحسن بن علي الشافعي، بسنده إلى عدي بن ثابت، قال: خرج رسول الله ÷ المسجد فقال: «إن الله أوحى إلى نبيه موسى: أن ابن لي مسجداً طاهراً، لا يسكنه إلا موسى وهارون، وأبناء هارون، وإن الله أوحى إليّ: أن ابن مسجداً طاهراً، لا يسكنه إلا أنا وعلي، وأبناء علي».

  وبهذا الإسناد يبلغ به حذيفة قال: لما قدم أصحاب النبي ÷ المدينة، لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبي ÷:


= ترضى ... إلخ».

والحديث المروي في المحيط عن زيد بن علي، رواه أبو علي الصفار بإسناده إلى زيد، قال: حدثني أخي محمد ... إلخ.

وحديث جابر أخرجه الكنجي عنه كما في رواية صاحب المحيط إلا يسيراً؛ لإنه لم يذكر فيه: «يقتلك أشقى الأمة ... إلخ».

قال في الإقبال في ترجمة حزام بن عثمان الأنصاري، وهو الراوي بسنده عن جابر: (جاء رسول الله ÷ ونحن مضطجعون، وساق الحديث وفيه: «تعال يا علي فإنه يحل لك من المسجد ما يحل لي، والذي نفسي بيده إنك لَذَوَّاد عن حوضي يوم القيامة» انتهى.

وقال الكنجي بعد أن أخرج حديث جابر: وهكذا رواه ابن عساكر في تاريخه، تمت. ورواه محمد بن سليمان عن جابر من طريقة حزام بن عثمان، وعن ابني جابر من طريقته أيضاً.

(١) الشبل: ولد الأسد. تمت مختار.