كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[أحاديث البكرية في عدم سد باب أبي بكر، وتضعيفها]

صفحة 690 - الجزء 3


= قد روي عن الإمام القاسم بن محمد $ أن فليحا أحد من اعتمد عليه البخاري ممن يتجارى على الله بالكذب وعلى رسوله ويعلن ببغاضة أمير المؤمنين.

وأما حديث ابن عباس: ففيه وهب بن جرير، حدث عن شعبة.

قال أحمد وابن معين: (وهب) [في الأصل مهدي] ما كنا نراه عند شعبة.

وهما إمامان عظيم شأوهما عند أهل الحديث فلا يقول مثلهما ذلك إلا لعلمهما بعدم لقائه له.

ثم قال أبو داود: سمع أبوه من ابن لهيعة ثم من ابن أبي حبيب، فحدث بها عن أبيه عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب، وطلبت هذه الأحاديث بمصر فما وجدت منها حديثاً واحداً عن يحيى بن أيوب، وما فقدت منها حديثاً واحداً من حديث ابن لهيعة،

وقال يحيى القطان: كان جرير يحدث عن جابر عن عمر في الضيع، ثم حدث عن جابر عن النبي ÷.

وقال يحيى: هو ضعيف في قتادة، وكذا قال غيره.

وقال البخاري: ربما يَهِم جرير في الشيء، ثم اختلط في آخر عمره.

وفيه عكرمة مولى ابن عباس: كذبه يحيى بن سعيد الأنصاري.

وروى عبدالله بن الحارث عن علي بن عبدالله أنه قال: إن هذا الخبيث يكذب على أبي.

ويروى عن ابن المسيب أنه كذبه، وابن سيرين، وعن أبي ذيب: ليس بثقة، وقال محمد بن سعيد: لين ليس يحتج بحديثه.

ثم إنهم رووا عنه أنه كان يرى رأي الخوارج.

وبسط الإمام القاسم بن محمد القول في تضعيفه.

وقد ادعى بعضهم أنه شيعي، لكن كلام أهل عصره فيه وطيافته على الأمراء لجوائزهم مؤثر في قدحه.

وأما الحديث الآخر عن أبي سعيد ففيه إسماعيل بن عبدالله.

قال الدارقطني: لا أختاره في الصحيح، وقال أحمد بن يحيى: سمعت ابن معين يقول: هو وأبوه يسرقان الحديث.

وقال الدولابي في الضعفاء: سمعت النضر بن سلمة المروزي يقول: كذاب ... إلخ.

وعن ابن معين: أنه لا يساوي فلسين.

قلت: إسماعيل ممن يقبله أصحابنا ويعدونه في الشيعة، وقد روى عنه الإمام القاسم بن إبراهيم #، واحتج به الهادي # في الأحكام مع تحريه،

قلت: إلا أنه لما تواترت الأخبار بالأمر بسد الأبواب إلا باب علي ولم يذكر فيها: وإلا باب أبي بكر حتى أنه قال رجل دع لي كوة فأبى في خبر أنس عند العقيلي، وكذا قول ابن عمر للعلاء وقد سأله عن علي # انظر إلى منزلته من رسول الله ÷ سد أبوابنا وترك بابه من رواية النسائي، وأخرجه الكلاباذي بمعناه.

=