[الرد على أهل الزيغ وبيان من هم الآل]
  وبالإسناد المتقدم، قال: وأخبرني الحسين بن محمد، حدثنا عمر بن الخطاب، حدثنا عبدالله بن الفضل، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، قال: دخلتُ على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا علياً فشتموه، فشتمته معهم، فلما قاموا قال لي: لم شتمتَ هذا الرجل؟ قلتُ: رأيتُ القوم يشتمونه فشتمته معهم، فقال: ألا أخبرك بما سمعتُ من رسول الله ÷؟ قلتُ: بلى، قال: أتيت فاطمة - صلوات الله عليها - أسألها عن علي، فقالت: توجّه إلى رسول الله ÷ فجلستُ فجاء رسول الله ÷ ومعه علي وحسن وحسين كل واحد منهما آخذ بيده حتى دخل؛ فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه، ثم لفّ عليهم ثوبه أو قال كساء، ثم تلا هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}(١) [الأحزاب]، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق».
= طريقاً له يتصل بطريق أخرى بمسلم عن عائشة أيضاً قالت: (خرج النبي ÷ وعليه مرط مرجل ... إلى آخر ما مر)، ثم قال: قلت: وهذا حديث صحيح متفق على صحته.
وأخرج عن أبي سعيد قال: قال نزل: ({إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ}[الأحزاب: ٣٣]، إلخ في خمسة: في رسول الله ÷، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين)، وقال: أخرجه الطبراني.
وأخرج عن أبي سعيد، قال: (حين نزل: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ}[طه: ١٣٢] ... إلخ كان يجيء رسول الله ÷ إلى باب علي صلاة الغداة ثمانية أشهر، ويقول: الصلاة يرحمكم الله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ}[الأحزاب: ٣٣]، إلخ).
وقال: رواه محدث الشام في مناقب علي بطرق شتى، تمت من المناقب باختصار.
ورواه محمد بن سليمان بإسناده إلى أبي الحمراء بلفظ: (سبعة أشهر، أو ثمانية)، ورواه أبو علي الحسن بن علي الصفار بإسناده إلى أبي الحمراء بلفظ: (أربعين صباحاً)، ورواه أبو القاسم الحاكم عن أبي الحمراء من دون ذكر عدد، تمت من شواهد التنزيل، ورواه بأسانيده عن أنس من ست طرق بلفظ: (يمر بباب فاطمة ستة أشهر، فيقول: الصلاة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ ... إلخ}[الأحزاب: ٣٣]).
(١) وردت هذه الآية بين الآيات الموجّهة إلى نساء النبي ÷ لأن السبب الذي وردت الآيات من أجله هو صيانة عِرْض النبي ÷ وأعراض بني هاشم ولا سيما من اشتدّت قرابته بالنبي ÷، فأوصاهن الله سبحانه وتعالى بالجلوس في قرارات بيوتهنّ ونهاهنّ عن التبرّج ... إلخ، ثم بيّن الله =