[طعن المحدثين في الفقهاء الأربعة]
= بصحة ما رواه في فضائل آل محمد ÷. وأما انفراده بالرواية عن الإمام زيد فقد بَيَّنَ عذره، فقال: قُتِلَ أصحابي فلم يبق ممن سمع غيري.
قال بعض أصحابنا: إن القدح - يعني من المحدثين وغيرهم - قد تطرق إلى كثير من العلماء ممن لا يشك في عدالته؛ كأبي حنيفة، والشافعي، والثوري، وابن المديني، ولكن بما لا ينقصهم.
وقال القاسم #: قال الذهبي في ترجمة علي بن هاشم بن البريد أبي الحسن الكوفي ما لفظه: قلت: ولغلوه - يعني في التشيع - ترك البخاري إخراج حديثه، فإنه يتجنب الرافضة كثيراً كأنه يخاف من تدينهم بالتقية، ولا تراه يتجنب القدرية ولا الخوارج ولا الجهمية فإنهم على بدعهم يلزمون الصدق.
[قال الإمام القاسم (ع)]: ثم ذلك الذهبي هذا لا يدري ما تقدم من قوله ولا ما تأخر. هذا عبدالله [عبيدالله (نخ)] بن أبي موسى بن أبي المختار العبسي مولاهم الكوفي من كبار شيوخ البخاري، قال الذهبي في الميزان في ترجمته: هو شيخ البخاري لكنه شيعي منحرف. وقال: قال أبو داود: كان شيعياً محترقاً. وقال: روى الميموني عن أحمد بن حنبل أن عبدالله بن موسى هذا حدث بأحاديث منكرة وأخرج تلك البلايا - يعنون في فضائل آل محمد ÷ وشيعتهم ¤ - وقال ابن حجر في مقدمة فتح الباري: وعاب عليه أحمد غلوه في التشيع.
فتأمل كلام الذهبي لما لاحت له الفرصة في أن البخاري لم يرو عن علي بن هاشم بن البريد، وقد روى له مسلم والأربعة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه؛ جاء يتكلم على الشيعة، وينسبهم إلى الغلوفي التشيع، و علي بن هاشم بن البريد روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو بكر عبدالله بن أبي شيبة وأخوه عثمان، ووثقه ابن معين وغيرهم كما ذكر ذلك الذهبي.
وعلي بن هاشم بن البريد كان ممن خرج مع الإمام الحسين بن علي الفخي وشهد معه الحرب في فخ.
والغلاة هم الذين لا يقولون بإمامة أحد من آل محمد ÷ إلا اثني عشر [غير الاثني عشر، نخ] إماماً مع اختلاف لهم في بعضهم.
وهم الذين يقولون بالتقية ويكذبون. وأما من يقول بإمامة أهل الحق من آل محمد ÷ من قام ودعا فليس من دينهم التقية، وإنما يتكلّمون بالحق، ولا يخافون في الله لومة لائم، وعلي بن هاشم بن البريد هذا هو من هؤلاء، وكذلك أبوه، وخرج أبوه مع الإمام الشهيد زيد بن علي $.
وهما من أمثال الذين ذكرهم الذهبي في ترجمة علي بن المدايني حيث قال: ولو ترك علي، وصاحبه محمد، وشيخه عبدالرزاق، وعثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعيد، وعفان، وأبان العطار، وإسرائيل، وأزهر السمان، وبهز بن أسد، وثابت البناني، وجرير بن عبدالحميد، لغلقنا الباب وانقطع الخطاب، ولماتت السنة واستولت الزنادقة ولخرج الدجال.
قلت: وهؤلاء كلهم شيعة، روى لابن المدايني: البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
وروى لعبد الرزاق: البخاري ومسلم وأهل السنن.
وروى لعثمان بن أبي شيبة: مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
وإبراهيم بن سعيد الطبري الجوهري: روى له مسلم والأربعة.
=