[بطلان إمامة العباسي]
  فَهَلَّا بِإِبْرَاهِيمَ كانَ شِعارُكمْ ... فَيَرْجعُ دَاعِيكم بِخُلَّةِ خَائِبِ(١)
  والمراد التنبيه والاختصار لأنا قد تكلمنا في ذلك جميعه في الجزء الأول من كتابنا هذا بما فيه الكفاية ومقنع لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
[بطلان إمامة العباسي]
  وأما قوله [أي الفقيه]: ومن المشاهد أن هذا الإمام العباسي من العترة أهل البيت $ بالاتفاق.
  فالجواب [المنصور بالله]: أن هذا قول سقيم لا يستقيم، أما من أهل البيت فصحيح، وأما من العترة أهل البيت فغير مسلم ولا سليم؛ إذ العترة من أهل البيت $ هم أهل الكساء، بما ذكرنا في كتابنا هذا من النصوص على ذلك، بالأسانيد الوثيقة الصحيحة إلى النبي ÷ من الرواة الذين هم أئمة الفقيه وغيره من العامة، لا يعدلون بهم أحداً، ولا تختلجهم الظنون في روايتهم، ولن تجد مثل ذلك لآل عباس أنهم عترته أهل بيته ÷.
  وأما أنه ادعى الإمامة فإنما عقدها له أبوه قبل وفاته - على جاري عادتهم - أنهم يعقدونها لمن لا تصح الصلاة خلفه، ولا تقبل في دين الإسلام شهادته، فلما طال عليه الأمد في حياة أبيه، واستطال أيامه؛ أوصد عليه الحَمَّام، وجَرَّعَه مُرّ الحِمَام.
  فإن شك الفقيه في ذلك فليسأل أهل دار هجرته، وقرار نصرته، فإنهم عليه عدول، وليس معلوم الأمور كلها كالمجهول؛ فإن كان من شرائط الإمامة قتل
(١) ذكر هذه الأبيات في معجم الأدباء لياقوت الحموي وعزاها إلى أبي القاسم التنوخي وذكر أنه رد بها على قصيدة لعبد الله بن المعتز قالها يفتخر فيها ببني العباس على بني أبي طالب، إلا أن البيت الثاني فيه هكذا:
نشا بين طنبور وزقّ ومزهر ... وفي حجر شاد أو على صدر ضارب
والبيت الأخير:
فهلا بإبراهيم كان شعاركم ... فترجع دعواكم تحلة خائب
وفي بعض المصادر: بعلة خائب. اهـ وانظر الوافي بالوفيات.