[الفقيه يستدل بالمنام]
[الفقيه يستدلّ بالمنام]
  ثم قال [أي: الفقيه]: وأما قول القدري [أي: القرشي]: وأما هذيانه بالمنام إلى آخر ما ذكر - فلعمر(١) الله أني لم أورده لعلمي أن أهل البدعة يصدقون به، فكيف وقد ردوا كتاب الله وسنة رسول الله ÷ ولا أنه من الحجج المعتمد عليها.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنه اعترف أنه أورد المنام على وجه العبث الذي لا غرض فيه إن صدق؛ لأنه لو صدق في حكايته عنا خرج بلا شيء عن مذهبه، لأن الرد لكتاب الله إن كان فعلنا فله أن يطعن فيه، وإن كان فعل الله ø - والله يتعالى عن ذلك - الرد لكتاب الله فعلى من الذنب؟ أعلى العبد أم على الرب؟ تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
  وأما قوله [أي: الفقيه]: فكيف وقد ردوا كتاب الله وسنة رسول الله ÷.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنا ما رددنا كتاب الله ولا سنة رسول الله ÷، وقد ضرب أبونا –سلام الله عليه - خراطيم أنوف سباع الضلالة على تنزيل الكتاب وتصديق السنة، وأشرط(٢) جدنا علي بن أبي طالب نفسه، ففرس ليوث الطغيان حتى أيقنوا بما كانوا منه شاكين وفهمهم تأويله؛ ثم قفونا أثرهما في الجهاد على تأويله إلى يومنا هذا، ومن بعدنا يكونون كذلك إن شاء الله تعالى، وقد قدمنا ما يدل على صدق قولنا وكذب قوله.
  على أنه إن كان قد عرف أنا لا نقبل الكتاب والسنة بزعمه، فكيف يورد المنام الذي لا حجة فيه بالجملة.
  وأما قوله [أي: الفقيه]: وإنما الذي دعاني إلى إيراده أمران: أما أولاً: فلموافقته ما صح عن علي # في الآثار ونقل في الأخبار، وأن صاحبه(٣) قد نظم المتفرق في الأحاديث المذكورة بتلك الأبيات.
(١) بداية جواب الفقيه.
(٢) أي أعلمها وأعدها. تمت من القاموس.
(٣) صاحبه: هو الصاحب بن عبّاد ¦.