[الفقيه يبرر لمعاوية ويبرز فضائله والإمام # يفضحه ويبين تناقضاته ويبطل كلامه]
  كان بعد البيعة ليزيد، ولم يمكنه تلافي ذلك، هذا الذي يظهر لنا لما سنذكره بعد أمر البيعة، ووقتها ووقت موته؛ ثم ترحم عليه الفقيه لا | ولا رحم من يترحم عليه إنه سميع الدعاء.
  فالجواب [المنصور بالله]: أن إقراره بصحة شروط التوبة، وإقراره بأن معاوية لم يتمكن منها اعتراف بأنه لم يتب توبة صحيحة على فحوى كلامه(١).
  وأما مناقضته [أي: الفقيه] بعد ذلك أنه لم يتمكن واستدل بالخبر.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنه وإن لم يتمكن من ذلك على وجه التفصيل، فإنه كان يمكنه على وجه الجملة بأن يقول: إني إلى الله تائب، وراجع ونادم من خروجي على علي # ومحاربتي له، وإني له بذلك ظالم، ولمن قتل معه، وإنه الإمام دوني ودون كل أحد من الناس، وإن ما لي ولا لسواي على ولديه طريق في الإمامة بوجه من الوجوه الصحيحة.
  وإن من قام عليه وعلى أولاده فهو هالك إلا أن يتوب، وإن ما أخذت من الأموال من غير حله وعرفه أهله فهو لهم، وما لم يعرف فهو لبيت مال المسلمين، وأحق الناس به الإمام في وقتنا، وهو الحسين بن علي @. هذا الكلام وأمثاله، ويوصي بدية من قتله مباشرة، وبالاستحلال ممن أمكن من قتلى علي # إلى غير ذلك.
  وعلى الجملة أنه لو رد الأمر إلى الحسين # واعترف بأنه الإمام، وأنه عاص لله في تقدمه على أمير المؤمنين وولديه، ومحاربته لهما لكان متمكناً، وكان من أعظم ما يزيل تأسيسه الكفر؛ فلما لم يزل ذلك، ولا ظهر منه في بابه كلمة واحدة، علمنا استمراره على الضلاله.
  فكيف يصح للفقيه كتمان ادعائه زياداً؟ وينكر قول رسول الله ÷:
(١) قال ¦ في التعليق: وقد قال الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ...} الخ [البقرة: ١٦٠]، فأين البيان والإصلاح من معاوية؟! تمت.