كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر طلحة والزبير وعائشة وما ارتكبوه في حق الوصي # وما قيل في توبتهم]

صفحة 96 - الجزء 4

  بفسقهم لأن الأعمال بخواتيمها.

  أما الزبير فلما لقيه علي # وذكّره قول النبي ÷: «لتقاتلن علياً وأنت له ظالم» قال: ذكرتني ما كنت أنسيته، والله لا أقاتلنك⁣(⁣١) فقال: والله لا كذب رسول الله ÷.

  فرجع الزبير فقال: إن علياً ذكرني حديثاً من رسول الله ÷، فلست أقاتله.

  قال ولده عبدالله: لا والله، ولكن رأيت تعبئة الرجل فهالتك؛ فدعا مملوكاً له فأعتقه ثم حمل على الناس.

  فقال علي #: لا تطعنوه ولا تضربوه فإنه مغضب، ففرق الناس يميناً وشمالاً، ولم يطعن ولم يضرب، ثم ولى وهو يقول:

  نَادَى عليٌ بَأَمْرٍ لَسْتُ أَذْكُرُه⁣(⁣٢) ... قَدْ كَان عُمرَ أبيك الْخَيرُ مُذْ حينِ

  فَقُلْتُ حَسْبُك مِنْ قولٍ أبَا حَسَن ... بَعْضَ الذي قُلْتَه في الْيَوْم يَكْفِيني

  اخْتَرْتُ عَاراً على نارٍ مُؤَجّجَةٍ ... أنّى يَقُومُ لَهَا خَلْقٌ مِنْ الطِّين


= تكلمت به في محاورتها هي وابن عباس ما ينافي صحة توبتها. فإن صح أنها تابت بَعْدُ فلا بأس، وإلا فالأصل الإصرار والله أعلم تمت كاتبها غفر الله له.

ويأتي حديث يحيى بن الحسن من طريقة الإمام الحسن بن بدر الدين، وقد أشار إليه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة. تمت. وقد مرّ ذكر فَرَحِها بقتل علي # وتمثلها بقوله:

فألقت عصاها واستقرّ بها النوى ..... الخ

من رواية أبي جعفر الطبري وابي الفرج الأصفهاني مرّ في حاشية الجزء الثاني. وقد تواتر أن بغض علي نفاق. وقال ÷ لعائشة لما هجمت وهو مناجٍ لعلي فقالت: أما تدعني ويومي يا علي: «والله لا يبغضه أحد من الناس ولا من أهل بيتي إلا خرج من الإيمان» من حديث طويل أورده أبو جعفر الإسكافي عن أم سلمة، تمت. وما رواه في كتاب النسب قد رواه أبو القاسم الحائري عن أبي جعفر الطوسي بإسناده إلى ابن عباس، تمت.

(١) أقاتلك (نخ).

(٢) أنكره (نخ).