[الدلالة على كفر معاوية]
  تَرْكُ الأمُورِ التي يُخْشَى عَوَاقِبُها ... للهِ أَجْدَرُ في الدُّنْيَا وفي الدِّين
  وأما طلحة: فمر عليه رجل في المعركة، وهو صريع، قد رماه مروان بن الحكم بسهم في باطن رجله من خلفه فقال: مِنْ أصحابنا أم مِنْ أصحاب أمير المؤمنين؟ قال: بل من أصحاب أمير المؤمنين.
  قال: امدد يدك لأبايعك فألقى الله على بيعته، أما والله ما كفتنا آية من كتاب الله: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}[الأنفال: ٢٥]، أما والله لقد أصابت الذين ظلموا خاصة، وهو الذي أَعْلَم علياً به حتى قام عليه وترحم.
  فأما عائشة فكانت تبكي حتى تبلّ خمارها، وتقول: وددت أن لي من رسول الله ÷ عشرة كلهم مثل عبدالرحمن بن الحارث بن هشام، وأنهم ماتوا واحداً بعد واحد، وأني لم أخرج على علي بن أبي طالب، وهذه نهاية التوبة، وفي أخبار توبتهم طول أخذنا زبدتها، وحذفنا سندها ميلاً إلى الاختصار.
  فإن أراد الفقيه إقامة الدليل على أن الأمة مجمعة على أن من حارب الإمام، وقتل أصحابه المؤمنين عمداً وسفهاً غير فاسق، فلا سبيل له إلى تصحيح ذلك عن أحد من أهل العلم.
  وهلا جعل ترك اعتقادنا لإمامة أبي بكر وعمر بمنزلة الخروج على الأئمة، وسفك الدماء، وإنما ذكرنا هذا ليعلم متى نصح نفسه أنه ناصبٌ لنا، متعدٍّ علينا أهل بيت النبوة؛ فإن لم يعلم ذلك عَلِمه سواه.
[الدلالة على كفر معاوية]
  ثم قال [أي: الفقيه]: قال القدري [أي: القرشي]: فأما الدلالة على كفر معاوية فمن وجوه، من ذلك استلحاقه زياداً والأمر فيه ظاهر، وقد ثبت عن النبي ÷ أنه جعل الولد للفراش، وللعاهر الحجر، حتى صار ذلك مشهوراً من دينه ÷ بمنزلة أركان الدين.