[الدلالة على كفر معاوية]
  وقد صح أن من رد ما هو معلوم من الدين فلا إشكال في كفره، كمن ينفي وجوب الصلاة، والصوم، والحج، وتحريم الأمهات، وشرب الخمر، والزنا، وغير ذلك.
  ومن ذلك: وضعه اللعن على أمير المؤمنين، وقد روينا وهو أيضاً مما رواه الفقيه أن بغض علي # علامة النفاق، فلا يبغضه إلا المنافقون، والنفاق أقبح أنواع الكفر.
  وبغض معاوية لعلي # معلوم ضرورة(١)، فهو من المنافقين بالنص، والله
(١) قال ¥ في التعليق: ومن ذلك قوله للأنصار لما شكوا إليه وقالوا له: إن رسول الله ÷ قال: «ستلقون بعدي أَثَرَة» فقال لهم: فماذا قال لكم؟ قالوا قال: «اصبروا حتى تلاقوني على الحوض» فقال: فاصبروا عساكم تلاقونه. ومن ذلك حديث المغيرة لابنه قال يا بنيّ: جئتك من عند أكفر الناس وأخبثهم، وذكر أنه أشار على معاوية بالإحسان إلى بني هاشم، فأجابه إن ابن أبي كبشة ليُصاح به في اليوم والليلة خمس مرات لا والله بل دفناً دفناً، ذكر هذين الخبرين ابن أبي الحديد في شرح النهج تمت.
وروى الفقيه حميد الشهيد بإسناده إلى الإمام المرشد بالله بسنده إلى علي # وهو في أمالي المرشد بالله # قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهو لإحدى ثلاث: إما منافق، وإما لزنية، وإما امرؤ حملت به أمه في غير طهر» [أخرجه: السمهودي في جواهر العقدين (ص ٣٣٤)]، تمت.
وروى الفقيه [حميد] أيضاً بإسناده إلى المرشد بالله بسنده إلى علي # قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «لو أن عابداً عبد الله ø سبعة آلاف سنة وهو عمر الدنيا، ثم أتى الله ø ببغض علي بن أبي طالب، جاحداً لحقه، ناكثاً لولايته لأتعس الله خده وجدع أنفه» [أخرجه: المرشد بالله (ع) في الخميسية (١/ ١٣٤) ونحوه الكنجي في كفايته (ص ٢٧٨) قال في هامشه: وجاء باختلاف يسير في أسد الغابة (٢/ ١٢) تاريخ بغداد (٢/ ١٤٦) الترمذي (٢/ ٣٠٨) والمستدرك (٣/ ١٤٩) حلية الأولياء (٣/ ٢١١) كنز العمال (١/ ٢٥١)، انتهى.
وحديث الكنجي أوله (يا أم سلمة قومي فافتحي ... إلخ)، وأخرج (ص ٢٨٣) نحو حديث الأصل بلفظ: (ولو أن عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم لم يدرك صحبتنا (كذا في النسخة والصواب محبتنا) أكبه الله على منخريه في النار ... إلخ) قال في هامشه: مستدرك الصحيحين (٣/ ١٦٠) كنوز الحقائق (١٥٥) كنز العمال (٦/ ١٥٤) ذخائر العقبى (ص ١٦) انتهى. وأخرج =