[فضيلة لحجر بن عدي ومالك الأشتر]
  يا حجر فنعم أخو الإسلام أنت، وقال له الخثعمي: يا حجر لا تبعد ولا تفقد، فقد كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؛ ثم ذهب بهما وأتبعهما بصره، قال: وكفى بالموت قاطعاً لحبل القرائن.
  قال أبو مخنف في هذا التاريخ: حدثني زكريا بن أبي زائدة(١)، عن أبي زائدة، قال: لقد أدركت الناس وهم يقولون: إن أول ذل دخل الكوفة موت الحسن بن علي، وقتل حجر، ودعوة زياد.
  قال أبو مخنف في هذا التاريخ: وزعموا أن معاوية قال عند موته: إن يوماً لي من ابن الأدبر طويل –ثلاث مرات - يعني حجراً.
  قال أبو مخنف: عن الصقعب بن زهير، عن الحسن، قال: أربع خصال كنّ في معاوية لو لم يكن فيه إلا واحدة منهن لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم، وفيهم بقايا من الصحابة وذوي الفضل، واستخلافه بعده سكيراً خميراً، يلبس الحرير، ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زياداً وقد قال رسول الله ÷: «الولد للفراش وللعاهر الحجر»، وقتله حجراً فيا ويلاً له من حجر وأصحاب حجر.
  وقالت هند بنت زيد بن مخرمة الأنصارية - وكانت تتشيع - ترثي حجراً:
  تَرَفَّعْ أيُّها القَمَرُ الْمُنِيرُ ... تَبَصَّرْ هَلْ تَرى حُجْراً يَسِيْرُ
  يَسِيرُ إلى مُعَاويةَ بنِ حَرْبٍ ... لِيَقْتُلَه كما زَعَمَ الأميرُ
  تَجَبَّرَتِ الْجَبَابِرُ بَعْدَ حُجْرٍ ... وَطَابَ لها الْخُوَرْنَقُ وَالْسَّدِيْرُ
  وأَصْبَحَتِ البِلاَدُ بها مُحُولا ... كَأَنْ لَمْ يُحْيِهَا مُزْنٌ مَطِيرُ
  ألا يَا حُجْرُ حجرَ بني عَدِيٍّ ... تَلَقَّتْكَ السَّلامةُ والسُّرُوْرُ
(١) إسحاق (نخ).