كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[فضيلة لحجر بن عدي ومالك الأشتر]

صفحة 142 - الجزء 4

  أَخَافُ عَلَيْكَ مَا أَرْدَى عَدِيّاً ... وَشَيْخاً في دِمَشْقَ لَهُ زَئِيْرُ

  فَإِنْ تَهْلِكْ فَكُلُّ زَعِيْمِ قَوْمٍ ... مِنَ الدُّنْيَا إلى هُلْكٍ يَصِيْرُ

  وقالت الكِنْدية ترثي حجراً، ويقال: بل قالتها هذه الأنصارية:

  دُمُوعُ عَيْني دِيْمَةٌ تُمْطِرُ ... تَبْكِي على حُجْرٍ وما تَفْتُرُ

  لَوْ كانت الْقَوْسُ عَلَى أُسْوَةٍ ... مَا حَمَلَ السَّيْفَ لَهُ الأَعْوَرُ

  وفي قصته طول، أخذنا منها ما يتعلق بما نحن بصدده، ليعلم الفقيه إن تمكن من العلم، ومن بلغه كتابنا هذا ما جرى من هذا الفقيه من العناد، والميل عن السداد والرشاد، والتعصب للقاسطين أهل الفساد، حتى إنه أخذ من القصة ما ينفق به باطله، ويقوي حبائله، ويسر به مشاكله، وترك ما عليه فيه واضح الحجة، وبيان طريقة المحجة في قتل عباد الله الصالحين، أصحاب خاتم النبيين وسيد المرسلين، وادعى مع ذلك أنه من أهل الدين، وأنه يحب العترة الطاهرين.

  وهيهات؛ أين حاله من حال المحبين الموالين، وقد والى أعداء الله تعالى، وأعداء رسوله، وأعداء أمير المؤمنين، وأعداء أهل بيت النبي –÷ وعليهم أجمعين - ونحن نروي تاريخ الطبري مسنداً منا إليه، وهو ممن يوثق بروايته⁣(⁣١)، وقد أسند فيه وأرسل، والكل جائز عند أهل العلم.

  ثم قال [أي: الفقيه]: وأما ما ذكره⁣(⁣٢) من تظاهره⁣(⁣٣) بمذهب أهل الجبر إلى آخر قوله فيه، فلم ينقل ذلك من أهل العلم ناقل، ولا قال به غيره قائل، سوى من كان من فرقته، ومن هو تابع لملته.

  فالجواب [المنصور بالله]: أنا قد ذكرنا رواية من روى عنه الجبر بألفاظه، وحكينا


(١) قف على تعديل الإمام # للطبري.

(٢) أي الشيخ محيي الدين.

(٣) أي معاوية.