[تكذيب الفقيه لعن الحسن البصري لزياد ومعاوية وسم الحسن (ع) - والرد عليه]
  سيورد عن الحسن البصري حديثاً، فكيف يرتضي حديثه لنفسه ولا يرتضي لغيره، لولا عدم الإنصاف؟
  ثم قال [أي: الفقيه]: وكذلك ما ذكر من أنه دس إلى أسماء بنت الأشعث كذا ديناراً أو درهماً فسمت الحسن بن علي @ وأنه قتل عائشة فمن جملة أكذابه.
  فالجواب [المنصور بالله]: أما سم الحسن بن علي # فهو لاحق بالضروريات؛ فإن أنكره الفقيه فغير بدي ولا عجيب، وإنما جهله لقلة اهتمامه بأمر المسموم، وفُرْطِ محبة السام، وحبك للشيء يعمي ويصم كما قال خير البشر ÷(١).
  وأما إنكارك أن يكون معاوية عقد لولده يزيد عند موته فهو مما تقدم من قبلك أمثاله.
  وأما بدو أمره، وإظهار طلب البيعة له وعقدها على من انقاد وساعد؛ لأن الحسن بن علي # تخلى عن الأمر لمعاوية سنة إحدى وأربعين لخمس بقين من شهر ربيع الأول، فبايع الناس معاوية فسمي عام الجماعة، كما قدمنا عند ذكر الفقيه للسُّنة والجماعة.
  ومات بدمشق سنة ستين، يوم الخميس لثمان بقين من رجب، وكانت ولايته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوماً، ما من سنة تمر إلا ويحيي
(١) قال ¥ في التعليق: رواه أبو طالب بسنده عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: «حبك للثناء من الناس يعمي ويصم»، تمت. وقال في شرح تكملة الأحكام رواه أنس مرفوعاً أخرجه رزين بلفظ: «حب الدنيا رأس كل خطيئة، وحبك للشيء يعمي ويصم»، رواه في سلسلة الإبريز، وقال في شرحها خرجه أحمد وأبو داود والبخاري في تاريخه، وقال في هامشه: قال في الجامع الصغير عن أبي الدرداء وأخرجه الخرايطي في (اعتلال القلوب) عن أبي بردة وابن عساكر عن عبدالله بن أنيس. انتهى.
ورواه الرضي أبو الحسن صاحب النهج مرسلاً بلفظ: «حبك الشيء يعمي ويصم»، رواه في كتابه المجازات النبوية، تمت.
وفي الجامع الصغير أخرجه البخاري وأحمد وأبو داود عن أبي الدرداء والخرايطي عن أبي بردة وابن عساكر عن عبدالله بن أنيس تمت منه، ورواه المسعودي في مروج الذهب مرسلاً، تمت.