[أسباب صلح الحسن (ع) ومعاوية، وما حدث بعده]
  فقال المغيرة بن شعبة عند ذلك: أشهد أني سمعت رسول الله ÷ يقول للحسن: «إن ابني هذا سيد وسَيُصْلحُ الله به بين فئتين من المسلمين» فجزاك الله عن المسلمين خيراً.
  قال: وسلم الحسن بن علي @ الأمر إلى معاوية، وصافحه، وبايعه على السمع والطاعة، على إقامة كتاب الله وسنة نبيه ÷ ثم دخلا الكوفة.
  وأما محمد بن جرير الطبري فذكر أن علياً # لما قتل بالكوفة يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة، ويقال لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين، قال وقيل في شهر ربيع الآخر سنة أربعين؛ ثم بويع للحسن بن علي @ بالخلافة قيل: أول من بايعه قيس بن سعد فقال له: ابسط يدك على كتاب الله، وسنة نبيه، وقتال المحلين.
  فقال له الحسن: على كتاب الله وسنة نبيه، فإن ذلك يأتي فوق كل شرط، فبايعه وسكت، وبايعه الناس.
  قال: وكان الحسن لا يرى القتال ولكنه يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية؛ ثم يدخل في الجماعة.
  وعرف الحسن أن قيس بن سعد لا يوافقه على رأيه فنزعه، وأمّر عبيدالله بن عباس، فلما علم عبيدالله بن عباس بالذي يريد الحسن أن يأخذ لنفسه، كتب إلى معاوية يسأله الأمان، ويشترط لنفسه على الأموال التي أصاب، فشرط له معاوية ذلك.
  قال: ثم خرج الحسن بن علي @ بالناس حتى نزل المدائن، وبعث قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفاً، وأقبل معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكناً، فبينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناد في العسكر: ألا إن قيس بن سعد قتل فانفروا، فنفروا بسرادق الحسن حتى نازعوه بساطاً كان تحته، وخرج الحسن # حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن.
  ثم بعث الحسن إلى معاوية يطلب الصلح، فبعث إليه معاوية عبدالله بن