[فائدة جليلة ذكر فيها ابن ابي الحديد (24) حديثا في علي (ع)]
  فهذا تصريح من الرسول ÷ بأن من حفظ هذه الحرمات حفظ الله أمر دينه ودنياه، وما يطلب المرء العاقل بعد حفظ الدين والدنيا، أو ماذا يخشى بعد فوات أمر الدين والدنيا، وهذه حرمات مربوط بعضها ببعض، آخرها حرمة رحم رسول الله ÷.
  فهل تعلم لرسول الله ÷ رحماً في الدنيا غيرنا؟ فما عذر من ضيعنا عند ربنا، وجعل جرمنا أنا خالفناه، والواجب عليه اتباعنا، وقد آمنه الرسول ÷
= والسلام ذلك، فجمع منهم قوماً ثم قال: إن قائلاً قال لقد أطال اليوم نجوى ابن عمه، أما إني ما أنجيته، ولكن الله انتجاه».
رواه أحمد في (المسند) [الترمذي في صحيحه (٥/ ٦٣٩) رقم (٣٧٢٦) وأبو يعلى في مسنده (٤/ ١١٨) رقم (٢١٦٣) وقد سبق تخريجه (٢/ ..)].
الخبر الثاني والعشرون: [أخصمك بالنبوة وتخصم الناس بسبع]
«أخصمك يا علي بالنبؤة فلا نبؤة بعدي، وتخصم الناس بسبع لا يحاجك فيها أحد من قريش: أنت أولهم إيماناً بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية».
رواه أبو نعيم الحافظ في (حلية الأولياء) [حلية الأولياء (١/ ٦٦)].
الخبر الثالث والعشرون: [زوجتكِ أقدمهم سلماً ... إلخ]
«قالت فاطمة: إنك زوجتني فقيراً لا مال له فقال: زوجتك أقدمهم سلماً، وأعظمهم حلماً، وأكثرهم علماً، ألا تعلمين أن الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك، ثم اطلع إليها ثانية فاختار منها بعلك» رواه أحمد في المسند [الطبراني في الكبير (١/ ٩٤) وقد سبق تخريجه (٣/ ..)].
الخبر الرابع والعشرون: [ليس أحد أحق منك بمقامي]
«لما نزل {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١}[النصر]، بعد انصرافه عَلَيْه وآله الصلاة والسَّلام من غزوة حنين، جعل يكثر من سبحان الله، أستغفر الله، ثم قال: يا علي إنه قد جاء ما وعدت به، جاء الفتح ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وإنه ليس أحد أحق منك بمقامي، لقدمك في الإسلام، وقربك مني وصهرك، وعندك سيدة نساء العالمين، وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب عندي، حين نزل القرآن، فإني حريص على أن أراعي ذلك لولده» رواه أبو إسحاق الثعلبي في تفسير القرآن. انتهى ما اردت نقله والحمدلله.
فإذا لم تكن هذه الأخبار ونحوها خَلِّ عنك المتواتر منها دالاً على إمامة علي فما هو الذي يدل؟! تمت.