كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام # على فقيه الخارقة في مسألة الإمامة وحصرها في البطنين]

صفحة 228 - الجزء 4

  بعضهم وعلي # في قول البعض الآخر.

  فإن كان العباس إماماً فمعه فاطمة وبطلت بذلك أيضاً إمامة المشائخ الثلاثة، وكذلك الكلام إن كان الوارث علياً # فإن كانت إمامة المشائخ الثلاثة صحيحة مع وجود الورثة بطلت دعوى الإمامة بالإرث، ولأنها تكون لعبدالله بن علي بن عبدالله بن العباس إلى أولاد محمد بن علي؛ لأنه لا إرث لابن العم مع العم، ولأنها كانت تكون لأولاد علي بن عبدالله بن العباس كافة، ولا قائل لذلك منهم ولا من غيرهم.

  ومنهم من جعل طريقها قوله ÷: «الأئمة من قريش» ويثبتون بذلك إمامة أبي بكر وعمر وعثمان لأنهم من قريش، وهذا باطل لما قدمنا من أن القول بالعقد والاختيار محال؛ فبطل ما ينبني عليه.

  وإذا ثبت هذا كان قوله ÷: «الأئمة من قريش» إن حمل على التبعيض


= النهج. ومثل هذا من كتاب لابن عباس إلى معاوية أيضاً، كما في شرح النهج. وكذا قال ابن عمر لمعاوية من كتاب أجاب به عليه: وما أنت والخلافة، وإنما أنت طليق. من رواية نصر بن مزاحم أيضاً.

وروى أبو المعمر سعد بن خثيم عن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي @ عن أبيه عن جده قال: جاء رجل من الأنصار إلى الحسن بن علي فقال: يا أبا محمد ألستم بني عم النبي ÷، وبنو عمك بنو عمه [فبم] صرتم تدعون الأمر دون أهلكم؟ وقد كان العباس عمكم، وعم نبينا ÷ أقرب منكم، وأحق بهذا الأمر؟ فقال الحسن: اقعد يا أخا الأنصار اقعد حتى أبين لك، إن الله اختار محمداً ÷ وأمره أن ينتجب من أهله رجلاً يؤازره ويعينه على أداء رسالته، فعرض ذلك رسول الله ÷ على عمومته، فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم، فأوحى الله إليه: «أن اتخذ علياً وزيراً وناصراً ووصياً» فضم رسول الله ÷ علياً إلى صدره، وقال: «هذا منكم صفوتي وهذا دونكم المختار عندي، وهذا يعينني على أمري، شد الله به ظهري، كما شد ظهر موسى بهارون، اللهم أيده بالإيمان وجنبه عبادة الأوثان» ثم قال الحسن: فبذلك يا أخا الأنصار. ذكر هذا الإمام أحمد بن سليمان #، ولذا لم يدّعها العباس ولا ولده، بل قال لعلي: أُمدد [يدك] أبايعك ... إلخ. وكان هو وأولاده من أتباع علي والحسن، يعلم ذلك من بحث في السيرة.

وقال ÷ للعباس لما قال له: جعلتني آخرهم: «إن علياً سبقك بالهجرة»، فكيف وقد دلت النصوص على إمامة علي؟ وقد مرّ من حديث اسامة رواية الحاكم والترمذي، تمت.