[بحث في الكسب]
  والحركة والسكون.
  فنحن(١) نقول: لا يخلق الذات على هذه الصفات إلا الله ø فلا يلزم على هذه أن تكون الذات مقدورة للعبد لأنه لا يجعلها على هذه الصفة.
  وإن أراد معنى آخر فليبين ما قاله ليكون الكلام على بصيرة، وكذا لا يلزم أيضاً من هذا أن يكون الباري ø مكتسباً لأنه محدث الذات.
  والجواب [المنصور بالله]: أن هذا كلام من لا يدري ما يقول؛ بل ضاع الكلام معه، لأنه لما قسم الكلام فقال: إما أن يكون الكسب ذاتاً أو صفة تكون الذات عليها، وانتهى الكلام في الصفات التي لا تنفرد بأنفسها إذ كانت هي تميز الذوات بعضها من بعض، وما يجري مجرى ذلك، فقسمها إلى ما يتعلق بمؤثر وإلى واجبة لا تتعلق بمؤثر.
  وتكلم في الصفة التي تتعلق بالفاعل أن القدرة على جعل الذات عليها تبع للقدرة على تلك الذات، وجرى التمثيل بجعل الكلام أمراً وخبراً وغير ذلك.
  فأعرض الفقيه عن هذا المعنى أو جهله وقال: يريد على خلق الذات على الصفات المقصودة من القدرة والإرادة والمشيئة والحركة والسكون.
  ثم قال: لا يخلقها على هذه الصفات إلا الله ø، ولا يقدر العبد على الذات لأنه لا يجعلها على هذه الصفة، وهذا كما ترى كلام في غير ما توجه به السؤال والمطالبة.
  مع أنه في غاية التخليط والمناقضة، فإنه جعل الأعراض التي هي القدرة والإرادة والمشيئة والحركة والسكون صفات، وكذلك فإنه قال: خلق الذات على الصفات، فيكون معناه أنه يحدث الجسم عند حدوث كل واحد من هذه الأعراض وهو محال(٢)، لأن الجسم مع وجوده استغنى عن الوجود في تلك الحال.
(١) القائل الفقيه.
(٢) قال ¥ في التعليق: لأن عبارته تفيد أنه خلق الذات على صفة الحركة، ثم خلقها على صفة =