كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حوار حول توفر شروط الإمامة في الإمام عبدالله بن حمزة (ع)]

صفحة 243 - الجزء 4

  على كافتهم - أفيظن أن هذا ينفق عند رب العالمين الذي يعلم السر وأخفى، أو يغيب عمن هو موجود منهم - سلام الله عليهم - أو غيرهم من ذوي الأحلام والنهى.

  أو يظن أنه يخلصه عند الله تعالى لو صح اعتقاده في صلاح الماضين من الأئمة السابقين، مع بغضته لسلالتهم الباقين، وتفرقته بينهم بالسب والأذية للآخرين منهم - سلام الله عليهم - والتهجين؟

  كلا بل ذلك ملحق له بالمفرقين بين النبيين والمرسلين، ممن سلك طريقته من اليهود والنصارى الذين صدقوا بعضاً وكذبوا بعضاً؛ أفترى كان ذلك عاصماً لهم من الكفر، أو مانعاً لهم من تحمل عظيم الوزر.

  ولقد بالغ هذا المعترض في عداوتهم وبغضتهم مبالغة أدته إلى مخالفة الجميع من الأمة؛ لأنهم لا يخلون مصنفاتهم بل رسائلهم ودعواتهم ومكاتباتهم من الصلاة على النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وعلى آله، امتثالاً لما علموه من دينه ضرورة ÷.

  ولما ورد عنه من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب نحو قوله ÷: «إذا صليتم عليّ فصلوا عليّ وعلى آلي».

  ولما سأله السائل: كيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال: «قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... الحديث».

  ونهى ÷ عن الصلاة البتراء، فسئل كيف ذلك فقال: «إذا صليتم عليّ فصلوا على آلي معي؛ فإن الله لا يقبل الصلاة عليّ حتى يصلى على آلي معي».

  فالتزمت الأمة ذلك بأسرها، من وافق أهل البيت $ ومن خالفهم؛ حتى أن كثيراً منهم جعل الصلاة على الآل في أذكار الصلاة، ولقد أحسن القائل فيهم حيث قال: