[حوار حول توفر شروط الإمامة في الإمام عبدالله بن حمزة (ع)]
  يَا آلَ أحمدَ أَنْتُمْ خَيْرَ مَنْ وَخَدَتْ ... بِهِ الرِّكَابُ وَمَنْ سَارَتْ بِهِ السِّيَرُ(١)
  أنَّى وطِيْنَةُ عِلِّيّين طينتُكُمْ ... وَطِيْنَةُ النَّاسِ إلاَّ أَنْتُمُو الْعَفَرُ(٢)
  وذِكْرُكُم بَعْضُ أذْكَارِ الصَّلاةِ وَمَا ... رَأيْتُهُمْ قَطُّ في أذْكَارِهَا ذُكِرُوا
  تِلْكَ الْمَكَارِمُ لا قُعْبَانَ مِنْ لَبَنٍ ... وذَلِكَ الدِّينُ لَيْسَ الْجَبْرُ والقَدَرُ
  ولقد تأمل رسالة هذا المعترض الواقفون عليها مع طولها وحشوها بفضول الكلام؛ فما وجدوا فيها شيئاً مما التزمه أمة محمد ÷، حتى إنه ختمها بالصلاة على النبي وعلى أصحابه، وما سمحت نفسه بذكر آل محمد، من أول ابتدائها إلى حال انتهائها.
  فكيف يدعي مع ذلك التمسك بولاية آل محمد ومحبتهم، وظاهر حاله يقضي بخلاف ذلك؛ فإن من أحب قوماً سلك طريقتهم وجرى على منهاجهم.
  بل ما صرح به في رسالته، وأظهر من وقاحته؛ يشعر بأنه إن طال به الزمان، وتمادى في العصيان، وقادته يد الخذلان؛ يكون بغضته لآل محمد ÷ سبباً لبغضته معهم حتى يترك الصلاة عليه، لئلا يلزمه ما التزمته الأمة من الجمع في الصلاة بين النبي وبين آله –صلى الله عليه وعليهم -.
  فأقول [أي: الفقيه] وبالله التوفيق: وأما العلم الصحيح فليس يوصف العلم بالصحة حتى يقال علم صحيح وعلم فاسد.
  على أنا لا نسلم له هذا، بل علمه هذا هو الذي أظهره من إخراجه الله عن إرادته، ومشيئته، ومشاركته إياه في دعواه: أن مِنْ خلقه مَنْ يخلق كخلقه؛ بل أحسن من خلقه، وتكذيب الله تعالى في ثنائه على نفسه ومدحته.
(١) وخدت: في القاموس الوَخْدُ للبعير: الإسراع أو أن يرمي بقوائمه كمشي النعام، أو سعة الخطو كالوخدان والوخيد، وقد وخد كوعد فهو واخد ووخّاد ووخود. انتهى من باب الدال المهملة.
(٢) العفر –بفتحتين -: التراب. تمت (مختار الصحاح).