كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الرد على بقية افتراءات الفقيه التي رمى بها الإمام (ع)]

صفحة 250 - الجزء 4

  وأما سب أصحاب النبي ÷ - فمعاذ الله أن يكون ذلك منا سراً ولا جهراً، والله تعالى الطليعة على ضمائر القلوب، ولو كان ذلك اعتقادنا لأظهرناه؛ لأنا القدوة لغير الفقيه وأجناسه؛ فكان يجب علينا البيان.

  فأما قولنا: إن علياً # هو الإمام بعد رسول الله ÷ بلا فصل، فهذا ديننا، ودين آبائنا، وأجدادنا $ وقد كررنا ذكره في كتابنا هذا.

  فإن كان تقديمنا وتفضيلنا لعلي # مع أنا أوضحنا البرهان من كلام الله تعالى وكلام رسوله ÷ وآبائنا $ الذين أخبر الرسول ÷ بأن الحق لا يفارقهم؛ سباً لأبي بكر، وعمر، وعثمان، ومن تابعهم، فهلا التزمت مثل ذلك في القرابة فحقهم أوجب ورحمهم أقرب، وأن تقديمك عليهم سب لهم.

  على أنك قدمت لغير دليل، وملت إلى غير مقيل، ولا ظل ظليل، وقلنا لك إنك سببت أهل بيت الرسول ÷ الذين سبهم كفر، روينا ذلك عن رسول الله ÷ أنه قال في أهل بيته: «قدموهم ولا تقدموهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا»⁣(⁣١) وهم خيرة الله من خلقه.


(١) قال ¥ في التعليق: ورواه في الكامل المنير بلفظ: «فلا تعلموا أهل بيتي فإنهم أعلم منكم، ولا تسبقوهم فتمرقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تتولوا غيرهم فتضلوا»، من حديث طويل عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، وقد مرّ ذكر ما فيه في حاشية الجزء الأول عند ذكر طرق حديث الغدير، تمت.

ومن حديث رواه محمد بن سليمان [الكوفي] عن أبي بن كعب: (أولستم تعلمون أن رسول الله ÷ قال: «أوصيكم بأهل بيتي خيراً، فقدموهم ولا تقدموا عليهم، وأمِّروهم ولا تأمَّروا عليهم الخ») وقد مرت الإشارة إليه في حاشية الجزء الثالث، تمت

وروى المرشد بالله بسنده إلى أبي سعيد عن النبي ÷ أنه قال: «لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تشتموهم فتضلوا»، تمت من أماليه [أمالي المرشد بالله الخميسية (١/ ١٥٦) ونحوه فرات الكوفي في تفسيره (١/ ١١٠)].

ولذا قال علي # من خطبة: (أنظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم، واتبعوا أثرهم، فلن يخرجوكم من هدى، ولن يعيدوكم في ردى، فإن لَبَدُوا فَالبُدُوا، وإن نهضوا فانهضوا، ولا تسبقوهم فتضلوا، =