كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[اعتراف الفقيه بفضل أهل البيت (ع) وإيراد قصيدة في ذلك]

صفحة 266 - الجزء 4

  قَدْ قال قائِلُهُم قولاً بِلا بَصَرٍ ... لم يدرِ مِنْ ذاك ما يأتي وما يَذَرُ

  وقال قَومٌ هُمُو في الفَضْلِ مثلكمو ... ولا أرى اليومَ تَحْقيق الذي ذَكَرُوا

  أنّى وطِيْنَةُ عِليينَ طِيْنَتُكُم ... وطينةُ النَّاسِ إلاّ أنتمُ العَفَرُ

  وذِكركُم بَعْضُ أذكارِ الصَّلاةِ وما ... رأيتهمْ قَطُّ في أذكارِها ذُكِرُوا

  تِلك الْمَكَارم لا قُعْبَان مِن لَبَنٍ ... وذلك الدينُ ليسَ الْجَبْرُ والْقَدَرُ

  قالوا وقلنا وخَيْرُ القَوْلِ أَصْدَقُهُ ... فاسمعْ مقالي ولا يَسْتَهْوِكَ الأَشَرُ

  يا طاعِناً بالهوى والجهل يَتْبَعُهُ ... وما له فيه تَحْقِيْقٌ ولا نَظَرُ

  عَلى الشَّهِيدين والصِّدِيق ثالثُهم ... هلاَّ افتكرتَ ولَمَّا تنفعُ الفِكَرُ

  بأنَّ أحمدَ والشيخينَ مِنْ مُضَرٍ ... من طينة قد براها الله فاعتبِرُوا

  إنْ كنتَ تُنْكر هذا أو تُضعفَهُ ... ولستَ تَعْلم فاسأل مَنْ لهُ بَصَرُ

  وليس يُنكرُ عثماناً فضائلُهُ ... من البريَّةِ طُرّاً مَنْ لَهُ خَطَرُ

  هُمُ الهداةُ إلى دِيْنِ النَّبِيّ وهُمْ ... حماتُه فبهم يُستنزلُ المطرُ

  هُمُ أُنَاسٌ لَهُم في الفضل سابقةٌ ... صَفَتْ ولَمَّا يُمازِج صَفْوِهَا كَدَرُ

  هُمُ الذين أقَامُوا الدِّيْن واجْتَهدُوا ... وهم تواصوا على المعروف وائتمروا

  ألم يكونوا لَدَى الْهَادِي بِمَنْزِلَةٍ ... ألم يَرِدْ أنَّهُم في الجنة الخَبَرُ

  مَاتَ النبي ودين الله مُتَّضِحٌ ... رَحْبَ السبيل فأمسى النَّاسُ قَدْ كفرُوا

  فَقَامَ مِنْ بعدهِ الصديق مُضْطَلِعاً ... فَرَدَّ من طينةِ الإسلام ما سَتَرُوا

  وقامَ مِن بعده بالدين مُجْتهِداً ... فسار فيهم كَما لم يَجْهلوا عُمرُ

  وقامَ ثالثُهُم عثمان مدّرِعاً ... بالحقِّ حتى أتاهُ الْحَتْفُ والقدرُ