كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تعليقات الإمام (ع) على ألفاظ القصيدة]

صفحة 267 - الجزء 4

  يا مَنْ يَرُوْمُ لَهُم نقصاً وقَدْ كَمُلُوا ... اخسأ مُهَاناً لفيكَ التربُ والْحَجَرُ

  إني أعيذكَ أن تسعى طريقَ هوى ... قومٍ بِبُغْضِهِمُو ضَلُّوا وما شَعَرُوا

  وقلتَ لَمْ يذكروا فيها وقدْ ذُكِرُوا ... بعدَ التَّحِية أين السمع والبصرُ

  بَعْدَ النَّبِي وقبلَ الآلِ ذِكرهمُو ... فَرْضٌ علينا على ذا أجْمَع الْبَشَرُ

  تِلْكَ المكارِم لا قُعْبَانَ مِنْ لَبَنٍ ... وذلك الدِّين ليسَ الْجَبْرُ والْقَدَرُ

[تعليقات الإمام (ع) على ألفاظ القصيدة]

  فالجواب [المنصور بالله]: أن الشاعر ينظم ما يقتضيه مذهبه، فما كان حقاً فحكايته صدق نظماً ونثراً، وما كان باطلاً فحكايته كذب نظماً ونثراً.

  وأما الأبيات التي حضرت ممن لا يحسن الشعر ولا هو من أهله؛ فقد كان الأولى له تركها؛ لأن الشعر وإن نزه الله منه نبيه ÷ ليكون تقوية على إعجاز القرآن، وأدخل في العجب ليتنبه المتنبه على طريق الاستدلال، فقد كان ÷ إن لم يتمكن من نظم بيت من الشعر أتى من الكلام البديع الواسع بما عجز عنه كل شاعر، وكلَّ كُلُّ خطيب، وهو مع ذلك عنوان الأدب وميدان العرب.

  وقد كان ÷ يأمر به شعراءه ويحضهم عليه، وقال لحسان: «قل وروح القدس يؤيدك».

  وقد ذكر في شعره مع أنه لا يحسن كما ذكر وهو صادق في ذلك، إلا أنه ناقض في شعره فاختل اللفظ والمعنى ونحن نبين له ذلك.

  قال في شعره: فضل الأئمة، ولم يجعلهم عنده بمنزلة الأئمة؛ لأن من خالف الأئمة يستحق الاستخفاف، والذم، والإهانة، واللعن، ولم يقل بذلك في معاوية، ويزيد، وسائر بني أمية، وبني العباس.

  وذكر أن حبهم عنده دين ومفتخر، وهو يسب ذريتهم، ويدّعي أنهم خالفوا آباءهم، وعلومهم مأخوذة من آبائهم تلقيناً واقتداء، وكتبهم شاهدة بصحة ما