كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[علي والثلاثة في مواطن القتال]

صفحة 276 - الجزء 4

  وعلي بابها، فهكذا يكون إرشادهم على هذه الصورة، من طلب شيئاً من علم النبي ÷ دلُّوه على علي # ليدخل من الباب.

[علي والثلاثة في مواطن القتال]

  وأما قوله: هم حماته؛ فجزاهم الله خيراً ما قصروا، وقد صبروا إلى مبلغ جهدهم، ولكن أين هم من علي، وحمزة، وجعفر - سلام الله عليهم أجمعين -؟

  أما عثمان فاستزله الشيطان يوم أحد فانهزم ثلاثة أيام، وعلي # يضارب في صف الملائكة حتى وقع فيه ستة عشرة ضربة كل واحدة منها توصله الأرض، وعمر في الجبل كأنه أروية⁣(⁣١) حكى ذلك عن نفسه، وكل ما قلنا مذكور في السيرة النبوية شرفها الله، فطالعه فيها إن شككت في حكايتنا.

  ويوم أقحم على الناس عمرو بن عبد ود في فوارسه، من أقدم عليه وبارزه⁣(⁣٢)


(١) الأنثى من الوعل. تمت.

(*) ذكر كلام عمر هذا الواقدي في كتابه المغازي ولفظه: فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: لَمّا صَاحَ الشّيْطَانُ «قُتِلَ مُحَمّدٌ» أَقْبَلْت أَرْقَى فِي الْجَبَلِ كَأَنّي أُرْوِيّةٌ. اهـ

(٢) قال ¥ في التعليق: قال ابن أبي الحديد: وروى قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن ربيعة بن مالك السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان فقلت يا أبا عبدالله هل أنت محدثي عن علي أذكره للناس قال: (وأين كان المسلمون يوم الخندق؟ وقد عبر إليهم عمرو بن عبد ود، فملكهم الهلع والجزع، فدعاهم إلى المبارزة فأحجموا عنه حتى برز إليه علي فقتله، والذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجراً من أعمال أمة محمد ÷ إلى يوم القيامة). انتهى باختصار والحمدلله.

وروى هذا الخبر محمد بن سليمان الكوفي بإسناده إلى قيس بن الربيع عن ربيعة السعدي قال أتيت حذيفة إلى آخر ما ذكره ابن أبي الحديد، تمت من مناقبه |.

وقال محمد بن عبدالله الوزير، وأخرج الحاكم في مستدركه في المغازي والخوارزمي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ÷: «لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة». ورواه الحاكم الحسكاني [شواهد التنزيل (٢/ ٨) رقم (٦٣٦)]، تمت.

وذكر الحاكم أحاديث قبل هذا وبعده ثم قال: إسناد هذه المغازي صحيح على شرط الشيخين، انتهى.

ولعل هذا مستند حلف حذيفة فتأمل!

=