كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[تهكم الفقيه بنصيحة القرشي ¥ له بمتابعة الإمام #]

صفحة 281 - الجزء 4

  كان قد قام قبل أخيه إبراهيم بايعه من الفقهاء والعلماء عبد ربه بن علقمة، وبشر بن المعتمر وسمى جماعة.

  ثم قال بعد هذا: من الفقهاء الذين كان فقههم لله تعالى شافعية كانوا أو حنفية أو مالكية لا يعتقدون إمامة لمن فرط في سيرة الصالحين، أو أقر في دار هجرته بشرب الخمور، وبفعل الفجور كما يُعْلَم ضرورة ظهوره في بغداد، وإطباق من متفقهة الدهر عندهم على تصحيح إمامتهم وتقوية كلمتهم، انتهاكاً لحرمة الإسلام، وإقداماً على عظيم الإجرام؛ بل يعتقدون إمامة من قام من هذا المنصب الشريف ويدينون الله بطاعته.

  فلو كنت أيها المنصف من موضع الصلاح في مذهبك الذي أظهرت للناس، ما عدلت عن ذرية نبيك، ولا اخترت سواهم؛ فانظر في هذا الكلام وتدبر حالك من أي هذه الأقسام أنت، فالأمر عظيم، والخطب جسيم، وراقب مولاك، وحل نفسك من هذه الأشراك وعظيم الإشراك.

  فلقد أقدمت على ما كاع منه سائر أهل مقالتك، وتحاماه أجلة نحلتك، وتورع عنه من ينتمي إلى من تنتمي إليه من مشائخك.

  ولقد طُلِب من كثير من فقهاء اليمن الكلام على رسالة الإمام # فما جسر أحد منهم على ذلك وهو منهم نظر ثاقب ورأي صائب؛ لأن المجيب إن أجاب بعد نظر صحيح تميز له حينئذ الحسن من القبيح، ولم يتأت له المعارضة بالباطل للصحيح، إلا بعظيم المكابرة والإنكار، وقبيح العناد والإصرار.

  وإن أجاب على نمط ما أجبت به من غير استبصار، خالف ما هو الواجب عليه عند الله تعالى وعند فضلاء النظار، فرأى الكل الغفلة عن الجواب، وترك فتح هذه الأبواب.

  وعلى كل حال ما كان أحد منهم يتجاسر فيما نظن على ما تجاسرت عليه من قبيح المقال، ونفثت به من التصريح بالبهت والمحال، والجرأة على حكاية المين