[رواية الإمام لبعض أخبار صفين]
  وفي الشروح على اختلاف رجالها وعلمائها، وإنما نروي من هذا الباب ما يتعلق بالجواب؛ ليتضح لغيرك ما ذكرنا، فأما أنت فقد علمنا العلة في بغضك وقلة إنصافك ما هي.
  ومن روايتنا في أحكام صفين، فنقول: أخبرنا الشيخان حسام الدين الحسن بن محمد الرصاص | والشيخ محيي الدين - طول الله مدته - قالا: أخبرنا الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان بإسناده أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # سار بين الصفين بصفين ومعه بنوه الثلاثة(١)، ما منهم إلا من يقيه بنفسه فيأخذه علي # حتى يكون بينه وبين العدو، فنظره حمران مولى عثمان فقال علي: لا نجوت إن نجا، وحمل عليه فضربه فأخذه علي # بجيب درعه وقلعه من سرجه قال: فكأني أنظر إلى رجلي حمران يضطربان على صدر علي، فدحا به الأرض فكسر منكبه الأيمن، فابتدره الحسين ومحمد فضرباه بأسيافهما حتى فاض، والحسن واقف بإزاء علي فقال له: ما منعك أن تفعل ما فعل أخواك؟ فقال: كفياني وكرهت إفرادك يا أمير المؤمنين.
  فهذا صريح بالاستجازة على الجريح أيها الفقيه.
  ومن أخبار صفين: أن معاوية - لعنه الله - لما جهز عبيدالله بن عمر لحرب ربيعة في بعض تلك الأيام، أتى إلى امرأته الربيعية وقال: قد جهزت لقومك غداً
(١) قال ¥ في التعليق: ورواه نصر بن مزاحم بن يسار المنقري بسنده إلى زيد بن وهب بلفظ:
(فَبَصُرَ به - أي بعلي - أحمر مولى بني أمية، فحمل، فخرج إليه كيسان مولى علي فقتله أحمر، وخالط علياً ليضربه بالسيف فانتهزه عليٌ فوقع [في الأصل: فيقع، والتصحيح من (وقعة صفين) ص ٢٤٩] يده في جيب درعه، فجذبه عن فرسه فحمله على عاتقه، (فوالله) [في وقعة صفين: (فكأني) بدون (والله) ص ٢٤٩] لكأني أنظر إلى رجلي أحمر تختلفان على عنق علي، ثم ضرب به الأرض وكسر منكبه وعضد يده [وعضده. (المصدر السابق)]، وشد ابناه حسين ومحمد فضرباه بأسيافهما حتى برد، فكأني أنظر إلى علي قائماً وشبلاه يضربان الرجل حتى إذا أتيا عليه أقبلا إلى أبيهما ... إلخ). باختصار يسير.
وتأتي رو اية الإمام له بطريقه إلى أبي مخنف لوط بن يحيى، وقد و ثقه ابن أبي الحديد، تمت.