[رواية الإمام لبعض أخبار صفين]
  فقالت: أعيذك بالله من حربهم فإنهم حي صبر مع إمام حق، قال: والله لأربطن إلى كل طنب من أطناب خيامك هذا شيخاً من شيوخ قومك، قالت: والله لكأني بك صريعاً في المعركة قد أتيت إليهم أستوهب جيفتك؛ فنهض لحربهم من الغد في طوائف من جنود الشام، ففض جنود العراق وهو يقول:
  أنَا عُبيدُاللهِ يُنْمِيْنِي عمرْ ... خَيرُ قريشٍ مَنْ مضى ومَنْ غَبَرْ
  إلاّ رسولَ اللهِ والشيخَ الأغَرْ ... قد وقَفَتْ عن أمرِ عثمانَ مُضَرْ
  والرَّبَعِيُّونَ فلا أُسْقُو المطرْ ... وحافظ الحيِّ اليمانونَ الْغُرَرْ
  ونحن من حي قريشٍ في نفر
  فما قامت له قائمة وجعل يقول: أنا الطيب بن الطيب؛ فقصده عمار بن ياسر - رحمة الله عليه - فطعنه حتى رده إلى كتائبه وهو يقول: بل الخبيث بن الطيب(١)، وتلاحم القتال بين الفريقين، فانجلت الحرب عنه قتيلاً، وحازت ربيعة المعركة والقتلى، وكان يوماً عظيماً.
  وأخذ محمد بن الصحصاح سيفه نفلاً، وجاء علي # ينظر إلى القتلى، وقد ارتكم بعضهم على بعض، فأمرهم برفع بعضهم عن بعض، فجاء وإذا محمد بن جعفر بن أبي طالب فوق عبيدالله بن عمر وقد عض شفته(٢)، فقال علي #:
(١) قال ¥ في التعليق: الظاهر أن هذا الكلام ليس من قول عمار ففي شرح نهج البلاغة، أن أهل الشام كانوا يقولون: معنا الطيب ابن الطيب. فيقول أهل العراق: بل الخبيث ابن الطيب، وكذا العكس في محمد بن أبي بكر، والله أعلم فافهم تمت.
(٢) قال ¥ في التعليق: إنما روى أبو الفرج: أن محمداً وعبيد الله تعانقا وسقطا، ثم حمل أهل العراق وأهل الشام بعضهم على بعض، وقتل بعضهم بعضاً فارتكم القتلى عليهما، فوقف علي # وكشفوا عنهما فوجدا متعانقين فقال: عن غير ودٍّ تعانقتما.
ثم روى أبو الفرج الأصفهاني الاختلاف في قاتل عبيد الله بن عمر، فقالت همدان: قتله هانئ بن الخطاب، وقالت حضرموت: قتله مالك بن عمير التبعي، وقالت بكر بن وائل: قتله رجل من بني =