[رواية الإمام لبعض أخبار صفين]
  قتله ابن أخي ثم قتل عليه محمد بن جعفر.
  وجاءت نسوة عبيدالله يستوهبن جيفته من ربيعة، فقالت لهن شيوخ ربيعة: إن شئتن أن نربطه في ذنب بغل ثم نسوقه إلى العسكر؛ فقلن: هذا أعظم من قتله ورجعن، ولم يكن فيهن الربيعية، وقد استشاروا علياً # فقال: أفيهن صاحبتكم؟ قالوا: لا، قال فإنها ستأتيكم فدعوه لها فلما منعوهن، جاءت فسألتهم، فأجابوها، فأنفذوه إلى معسكر معاوية اللعين على رقاب الرجال.
  وقد تكرر الكلام منك يا فقيه الخارقة، في أن قتلى صفين من أصحاب معاوية مؤمنون من أصحاب الجنة، وروى روايته المستحيلة أن علياً # كان يصلي عليهم فأردنا أن نكشف بعض عواره، وإن كان لا يكشف إلا المستور، ولا يظهر إلا المغمور.
  ومن رواية فقيه الخارقة عن النبي ÷ أنه قال: «عمار يدور مع الحق أينما دار» فالحق هو محض الإيمان.
  فهذا دليل على أن الجانب الذي ليس فيه عمار لا إيمان فيه، ولأنه قال لعبيدالله بن عمر بل الخبيث بن الطيب، وليس الخبيث من أسماء المؤمنين لأنه اسم ذم واستخفاف، والمؤمن لا يجوز ذلك في حقه.
  ولأن ربيعة قالت شيوخهم: نربطه إلى ذنب البغل يجره إلى العسكر، والمؤمن لا يجوز الاستخفاف به حياً ولا ميتاً، وذلك معلوم من دين الإسلام.
  ولأن القتل نهاية الاستخفاف، فكيف يجوز قتل المؤمن على رأي فقيه الخارقة، والله عز من قائل يقول وقوله الحق: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ٩٣}[النساء].
= تيم الله بن ثعلبة يقال له مالك بن الصحصاح من البصرة فأخذ سيفه فلما ملك معاوية أرسل للسيف فاخذه، انتهى معنى. وفي ذهني أن هذه رواية شارح نهج البلاغة ابن أبي الحديد، والله اعلم. وقال أبو عمر بن عبد البر: محمد بن جعفر استشهد بتستر والله أعلم.