[ردود فقيه الخارقة على القرشي |]
  فذكر فقيه الخارقة برأيه الضعيف وعلمه الناقص أن الله أعد له ثواباً جسيماً، وشفاعة مقبولة شريفة فرد معلوم الكتاب، وظاهر النص الشريف، فبأي حجة يرتدع، ومن أي قول يستمع؟ وهل يجازي الله المؤمنين بجهنم؟ وهل يغضب الله عليهم، وهل يلعنهم؟ أين العقول السليمة التي تنظر إلى معاني الكتاب الكريم، وتميز بين المعوج والمستقيم؟
[ردود فقيه الخارقة على القرشي |]
  ثم قال [أي الفقيه]: وأما ما ذكر(١) من أن الشافعي بايع محمد بن عبدالله، فيدل منه على جهل عظيم، وغفلة قبيحة، أو على أنه أراد التدليس والتلبيس؛ لأنه لا يختلف أحد من أهل العلم بالتاريخ، في أن محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ قام سنة خمس وأربعين ومائة والشافعي ¥ غير موجود في ذلك الوقت؛ لأنه ولد سنة خمسين ومائة ومات سنة أربع ومائتين، عاش أربعاً وخمسين سنة، لا خلاف في هذا بين أهل النقل، وبعض من ذكره قام مع محمد بن عبدالله لم يكن موجوداً في ذلك الوقت فلينظر في ذلك.
  وبشر بن المعتمر فمن شيوخ المعتزلة، له ميل إلى الطبيعيين من الفلاسفة، ويقول بأن الله تعالى قادر على تعذيب الأطفال وإذا فعل فهو ظالم، إلى غير هذا مما تفرد به عن أصحابه.
  على أنا لا نعتقد إمامة من قام هؤلاء عليه حتى يلزمنا الذب عنه، وأقل درجات الإمام في العدالة أن يكون له عدالة الشاهد، فإذا لم يكن كذلك فلا إمامة له وإن كان فيه سائر الصفات.
  ثم قال [أي الفقيه]: وأما قوله [أي القرشي]: لا يعتقدون إمامة لمن فرط في سيرة الصالحين، أو أقر في دار هجرته بشرب الخمور، وفعل الفجور، كما يعلم ظهوره
(١) أي الشيخ محيي الدين |.