كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام # عما لبس به الفقيه ودحض شبهه]

صفحة 295 - الجزء 4

  لمخالفة الكتاب والسنة وترك النظر إليها؛ فأجاب المجيب حراسة لقلوب العوام عن كدورات الضلال، وعلم أنه لا يسع بالكلية التساهل والإهمال.

[جواب الإمام # عما لبَّس به الفقيه ودحض شبهه]

  فالجواب [المنصور بالله]: أما ما ذكر من تأخر أيام الشافعي | عن وقت الإمام محمد بن عبدالله # - فذلك مسلّم فإن ذكره صاحب الرسالة فعلى وجه السهو إذ المراد يحيى بن عبدالله فوقع الوهم بمحمد بن عبدالله ومثل هذا يجوز وقوعه.

  وقوله يدل على جهل أعظم من جرم من جَهَّلَه؛ لأن السهو يجوز وقوعه على كل عالم سوى الله سبحانه، وقد قال كليم الله موسى للعالم @: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ٧٣}⁣[الكهف].

  وأما قوله: أو قصد التلبيس - فلا مراد له في ذلك يفهم بالعقول إلا السب الذي جعله هُجَيراه وطِيَّته، وصير لسانه مطيته، فبئس العادة والقلادة.

  وأما أن محمد بن عبدالله # قام سنة خمس وأربعين - فلسنا نجهل ذلك ونحن أهله، فمن يحكيه لنا كمن يرد التمر إلى البصرة، ويعلم العوانَ الخِمْرة.

  كان خروجه # ليومين بقيا من جمادى الآخرة، وقيل في غرة رجب وعاصره من العلماء مالك بن أنس، واستفتي في بيعته فقالوا: في أعناقنا لأبي جعفر بيعة، قال: إنكم بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين.

  وكان في أيامه أبو حنيفة وكان على طاعته، وكذلك عمرو بن عبيد في جماعة من علماء عصره، وكان أبو جعفر ممن بايعه في أيام بني أمية، وبايعه المنذر بن محمد بن عبدالله بن الزبير، ومصعب بن ثابت بن عبدالله، وابنه عبدالله بن مصعب الواشي بيحيى بن عبدالله، وكان أبوه من العلماء، وأبو بكر بن أبي سبرة الذي يروي عنه الواقدي، ولم يتخلف عن بيعته أحد من أهل العلم فيما نعلمه.

  وأما قوله في بشر بن المعتمر: إنه من شيوخ المعتزلة - فإن أراد تبعيده من