[جواب الإمام # عما لبس به الفقيه ودحض شبهه]
  يعتزي إليه قبل الفقيه، والله على ما نقول وكيل.
  وإنما أتانا رجل فبشرنا أو أراد إظهار الحجة علينا، ولم يؤت فطنة الفقيه ولا حذاقته فيناكر في الضروريات، ويقول هاتوا البرهان على المشاهدات، فقال لنا: يا مولانا لقد تاب أمير المؤمنين في هذه المدة عن شرب الخمر. قلنا: الحمد لله أيها المسلم، رجوع أمير المؤمنين إلى الدين هو الذي نريده ويريده الله سبحانه.
  وإن كان الفقيه أحبه؛ لأنه روي له عنه، أنه يرى رأي العامة في الجبر، والقدر، والإرجاء؛ فلعل الراوي صدق في إظهاره ذلك للعامة ليتودد إليها، كما فعل الفقيه له، نابذ عنه بالجهل ونفى ما لا يتجاسر على نفيه المراهقون.
  فالرجل دخيلة مذهبه مذهب الإمامية، وهو من أقوى عمده قد بقيت اليوم في أيدي الباطنية، كلما كظهم المسلمون في جهاتهم التي التجأوا إليها بالإلحاد، نفس خناقهم بأنه قد استتابهم، وأنهم قد تابوا، وأنه قد قبل توبتهم، ومتى حز به مهم فزع إليهم فأغاثوه؛ من الحشيشية أقمأهم الله بمن يتهفت نفسه تهفت الفراشة على السراج.
  فقد ضحى في هذا الموسم عن أمره ومعونته بعبدين صالحين من عترة رسول الله ÷ ظاهر فضلهما، مشهور نسبهما، يوم الحج الأكبر، ولا هم له إلا محاولة صاحب الحجاز الذي أمن فجاجه، وقوم اعوجاجه، ورحض أدرانه، وطهر أوطانه، وكانت معونته تجب على كل مسلم، فهو يحاوله بالغيلة، ويعمل في هلاكه كل حيلة.
  ونحن في هذه المدة، قد واتر كتبه إلى أحزابه، فاستوصاهم في السير على عداوتنا، وما قصروا، ولكنهم لم ينصروا، {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ٦٤}[المائدة].
  وأما قوله: ناحية إمامك الذي هو متمكن منها لعل جميعها لا يأتي مثل بغداد - فهذا قياس بعين الهوى لكون بغداد مثل صعدة وأعمال بلاد خولان،