[الجواب على ادعاء الفقيه ظهور المنكرات في بلد الإمام #]
  وبلاد وايلة، وأمير(١)، ودهمة، ونجران، وبلاد سفيان، والجوف، والظاهر، والمغرب إلى تهامة، من علمك بقدر هذه المقادير التي إذا نوقشت فيها ظهر الخزي والبوار؟
  ألم نبين لك أنها أعمال أربعة بل خمسة من عمال النبي ÷: صعدة عمل خالد بن سعيد، ونجران عمل أبي سفيان، والجوف عمل فروة بن مسيك المرادي | وقد كان ولاه في بعض الأوقات صنعاء، والظاهر عمل عامر بن شهر، وبلاد خولان عمل يعلى بن منية.
  وإنما بغداد مدينة كبيرة، إنما اختلف أهل العلم في الصلاة في جانبيها، الكرخ ومدينة أبي جعفر، فأما في البلد بنفسها فلا تجوز إلا جمعة واحدة، فكيف يؤديك نظرك إلى أن هذه البلدان الواسعة مثل بغداد.
[الجواب على ادعاء الفقيه ظهور المنكرات في بلد الإمام #]
  قال: وهو يعلم فيها من حيث المشاهدة، وأن فيها من يقطع الصلاة رأساً، وهذا لا يمتنع صحته وإنما أراد به المقابلة، مقابلة النعل بالنعل - فليت شعري هل قطع على أن بغداد لا يعلم فيها قاطع صلاة لتصح له دعواه التي اجترى عليها على سبيل الاستهواء، وهل انتظم في علمه المخزون أن الصلاة مما يصح عليها الإكراه، أليس قاعدتها النية للعبادة لله سبحانه؛ فإن عدمت النية فلا صلاة شرعية، وكذلك الطهارة وطهارة البدن والثياب، وهل هذا مما يصح منع الغير من الإخلال به، ولكنه قد ذكر ذلك فلا بد من الكلام فيه.
(١) مير: بلد واسع ما بين بلاد حاشد في جنوبيه وبلاد خولان صعدة من شماليه وبلاد شاكر بكيل من شرقيه وبني مروان تهامة من غربيه، وأكثر ساكنيه بدو من شاكر وحجور وخولان، وهو واسع قيل: إن طوله مسيرة يوم أو أكثر وعرضه قريب من ذلك. (مجموع بلدان اليمن وقبائلها للحجري). وقد ورد اسمه في صفة جزيرة العرب: امير، وفي الهامش قال: وهو ما يسمى اليوم مَيْر بفتح الميم وسكون الياء وراء. [والعامة يقولون: إِمَّيْر، فـ (إم) بدل (أل) التعريف، على لغة حمير، والله أعلم].